تسعى مجموعات مدنية ووسائل الإعلام في لبنان لحشد أكبر عدد من الناس للنزول إلى الشارع في 4 أغسطس الذي يوافق الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، احتجاجًا على التراخي في التحقيق الذي انتهى دون أي متهمين ولا مشتبه فيهم، ولمعاناتهم من انقطاع الكهرباء والماء واحتكار مجموعات تابعة للسلطة المازوت والبنزين التي تقوم ببيعها في السوق السوداء، وتجبر الناس على شرائها بأسعار خيالية، الشيء الذي آثار غضبهم بشكل كبير.

ومن ناحية أخرى استحالة تشكيل نجيب ميقاتي للحكومة بسبب تعنت رئيس الجمهورية ميشال عون المصر على الثلث المعطل، والحصول على وزارتي الداخلية والعدل، وهذا ما رفضه سعد الحريري ليبقى لبنان راكضًا بقوة نحو الارتطام الكبير مع تأكيدات بأن حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حسان دياب باقية، وهي من سينظم الانتخابات البرلمانية المرتقبة منتصف العام القادم.

حزب الله

وظهرت مؤشرات خطيرة على قرب انفجار الشارع الشيعي أيضًا على حزب الله، والذي أكده تظاهر سكان ضاحية بيروت الجنوبية عند منزل أحد قياديي ميليشيا حزب الله (وزير داخليته) غضبًا على انهيار الوضع المعيشي، متهمين الحزب بالتواطؤ مع حليفه التيار الوطني الحر بعرقلة تشكيل الحكومة، الشيء الذي يعتبر سابقة خطيرة في علاقة حزب الله بجمهوره القائمة على القمع.

وبموازة ذلك هناك أيضًا خطر من انهيار المؤسسات الأمنية في لبنان بعد تدني أجور الضباط والعسكر بشكل كبير وامتعاضهم من سياسة الدولة القمعية في التعامل مع المتظاهرين وتحديدًا أهالي ضحايا انفجار المرفأ، وهذا ما تتوجس منه السلطة بشكل كبير من ألا تقف القوى الأمنية حاجزا فاصلا بين المتظاهرين في الذكرى الأولى لانفجار المرفأ ومقرات الدولة، حيث أعلن منظمو المسيرات أن نهاية مسيرته ستكون نحو البرلمان، ويتخوف السياسيون في لبنان من أن يسمح العسكر للناس باقتحامه.