يقول أحد طلاب التخصصات الصحية بجامعة الملك سعود، إنه أتى عليه حين من الدهر ووجد نفسه يظهر في تطبيق «توكلنا» أمام حارس الأمن في الجامعة مخالطا، فأصبح وكأنه يخفي جريمة، إذ تم التعامل معه وكأنه مصاب مؤكد، وهو في الحقيقة غير مخالط فعليا، بل تطبيق «توكلنا» يحول أكواد أفراد العائلة إلى مخالطين في حال ثبت إصابة أحدهم، حتى وإن كان المصاب في تبوك والمخالط في «قلعة وادرين»، بل إن المصاب من تلك العائلة قد شفي وعاد لحياته الطبيعية خلال 10 أيام، بل وتم ترميز حالته بـ«محصن متعاف» ولسان حاله يقول «ابسط يا عم»، بينما هذا الطالب لم يتمكن من الوصول لمحاضراته العملية إلا بعد 14 يوما، ويقول لا تزال «يدي على قلبي» ألا يصاب أحد آخر من أفراد العائلة وأنا من «يقعد بها»، حتى أنني تمنيت أن أكون المصاب و«تعدي على خير»، بإذن الله، وأعود لحياتي في فترة أقصر من لو كنت (مخالطا). وتظهر حالات تشتكي من هذا الحال على «تويتر» بكثرة، فمنهم من تقول إنها لم تتمكن من إنجاز أعمالها أو حضورها إلى مقر عملها، أو غيرها بسبب أن زوجها أصيب وهو في الرياض وهي في الدمام، ودخلت في شد وجذب مع «توكلنا» ووزارة الصحة ولم تستفد شيئا، وغيرها حالات مشابهة كثيرة. ما أريد قوله، أنه لو كنا في «قروب» دولي، وبدأ كل عضو في هذا التجمع بذكر إنجازات بلاده في الذكاء الصناعي وتسخيره لخدمة الإنسان، فأعتقد أن السعودي لن يجد فخرا أكثر من حديثه عن تطبيق «توكلنا» المبتكر والمطور من قبل فريق سعودي 100%، جمعتهم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وسخرت لهم جميع ما يمكن تسخيره، حتى خرج هذا التطبيق «البحر» من الخيارات والمعلومات والجهات المتصلة به، والذي لم نكن نتخيل كيف ستمر جائحة كورونا لو لم يكن موجودا بيننا في كل تجمع ومنزل بل وكل محمول تقريبا، بل وأصبح البديل الاستراتيجي لعدة خدمات وتطبيقات حكومية إذ تم جمعها في هذا التطبيق بسهولة ويسر وهذا مفروغ منه.

ولكن أليس بالإمكان أن يكون ترميز مخالط يضاف إليها مزيد من التفاصيل، مثلا مخالط (بسبب إصابة أحد أفراد العائلة - غير مؤكد المخالطة للحالة) ما لم يثبت تحديد المواقع أو تقنية البلوتوث في الوضع الحذر اقترابه من المصاب، أو مثلا مخالط (آخر فحص كورونا في اليوم والساعة ويظهر عدم إصابته)، وهكذا من الخيارات التي تجعل هذا الشخص ومن يسمح له بالدخول، ومن يتعامل معه في نوع من الهدوء النفسي، ولكن أعتقد أن كلمة مخالط «حاف» حتى ولو لم يكن مخالطا فعليا تجعل المتضرر (يتمنى لو كان مصابا يا توكلنا).