شعر كثيف، صوت غليظ، وضع الشماغ على الكتف.. هكذا قلد العديد من المراهقين بطل مسلسل «رشاش»، الذي كان ضابط صف وقناصا في الحرس الوطني، ثم تحول إلى مجرم خطير في الثمانينيات. انفرد أغلب المراهقين، ولا سيما في المقاطع المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، بجمل «رشاش»، التي ذكرها الممثل يعقوب الفرحان في بعض المشاهد، ومن بينها «أنا رشاش إذا في أمكم خير جيبوني»، و«شايكم ملغم يا ملاعين».

أفعال مخالفة

ذكر المحامي والمستشار القانوني عبدالكريم بن سعود القاضي أن الظهور في الأماكن العامة بأفعال مخالفة للعرف والآداب العامة مخالفة ظاهرة، تؤدي بإحالة المخالف إلى النيابة العامة، وإحالة الاتهام إلى المحكمة الجزائية، لتنزيل العقوبة التقديرية على المتهم بما يتناسب مع تأديبه وردعه، مما يجعل في ذلك العبرة له ولغيره بالتعزير. وأوضح «القاضي»: «يشمل ذلك الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي بكل أشكالها».

استشارة المختصين

«أم بدر» ذكرت، في حديثها مع «الوطن»، أنها تعتمد لغة التفاهم بينها وبين أبنائها، ولاحظت، أخيرا، على ابنها (15 عاما) أنه بدأ يعتمد ستايل «رشاش»، سواء في اختيار الملابس أو التحدث بطريقته، ولا تعلم هل هذا الأمر خطير، خوفا من أن يتقمص شخصية «رشاش» بالكامل، الأمر الذي جعلها تستشير عددا من المختصين الذين نصحوها بضرورة الاهتمام بابنها المراهق، ومتابعة تصرفاته.

سلوكيات

«أم خالد» قالت: أنا متخوفة من أن يتبع تقليد اللبس تقليد السلوكيات، كما حدث في المسلسل من نهب وسرقة وقتل، خاصة بعد تأثر شريحة المراهقين بشخصية «رشاش» التي جسدها الممثل يعقوب الفرحان. بينما تفاءلت «أم فواز» خيرا في أن ابنها قلد الضابط، وأصبح يميل لارتداء ملابس الشرطة، متأثرا بشخصية الضابط «فهد» الذي جسده الممثل نواف الظفيري.

هوس التقليد

قالت أخصائية الطب النفسي وعلاج الإدمان والمراهقين الدكتورة هدى بشير: ذاك هو هوس التقليد الذي رافقته العديد من المصطلحات والتعريفات، وواحدة منها أنه سلوك يراقب فيه الفرد سلوكا آخر، ويقوم بذلك السلوك تماما دون تغييره، وهو أيضا شكل من أشكال التعلم الاجتماعي الذي يؤدي إلى تطور العديد من التقاليد. كما أنه يسمح بنقل المعلومات والسلوكيات والعادات وغيرها بين الأفراد، وبالتالي انتقالها إلى الأجيال الأخرى.

تكوين الشخصية

نوهت «البشير» بأن المراهقين فى مرحلة تكوين الشخصية يتأثرون بالشخصيات المشهورة، الأمر الذي يصل إلى أن تكون الشخصية المشهورة مثلهم الأعلى، وذلك لحب الظهور وإثبات الذات، فبعض المراهقين يتأثرون بالممثلين أو المطربين في طريقة لبسهم وشكلهم، وحسب ميول المراهق والبيئة المحيطة به.

التوجيه الأسري

أوضحت أخصائية الإرشاد الأسري شذا المسجن أن ما لوحظ في الآونة الأخيرة من تقليد المراهقين والشباب شخصية «رشاش» إنما هو تقليد ينم عن بُعد التوجيه الأسري للمراهق. وقالت: التقليد بجدية، سواء السلبي أو الإيجابي، وارد لدى الأطفال والمراهقين، خاصة في التأثر ببعض الشخصيات من خلال المسلسلات أو الأفلام أو حتى الشخصيات القريبة من محيطهم، ولكن الخوف هو أن يتأثر المراهقون بالشخصيات السلبية في المجتمع، التي تظهر على شاشات التلفزيون، وتكون في متناول الجميع، ولا سيما المراهقين، ومن هنا يأتي دور الأسرة في ملاحظة ذلك على أبنائها، وتوجيههم وتقويم سلوكهم من خلال الحوار فيما يخص التقليد، كذلك من الضروري الإنصات لهم جيدا، لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عما بداخلهم، ولا سيما في سبب انجذابهم لبعض الشخصيات وتقليدها، مع تجنب أسلوب فرض وجهات النظر عليهم وتقبل وجهة نظرهم، وإقناعهم بالسوء الذي يحيط بتلك الشخصية مع ذكر بعض النماذج الصحيحة.