بينما أعلنت وزارة السياحة عن فتح المملكة أبوابها للسياح، ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية ابتداء من 1 أغسطس 2021، أكد الخبير في مجال الفندقة والمنتجعات السياحية هيثم مطر لـ«الوطن» أن المملكة ستكون واحدة من أسرع الأسواق في عودة قطاع الضيافة إلى حيويته، بمجرد افتتاح المزيد من ممرات السفر.

قطاع الفنادق

• كان لتداعيات انتشار فيروس (كوفيد-19) آثار سلبية على قطاع السياحة والسفر، متى برأيكم سيتعافى قطاع الضيافة ويعود إلى مستوياته في عام 2019 بالمملكة والشرق الأوسط؟، وما هو تأثير موجة التطعيمات الموسعة على قطاع الفنادق؟

- كان انتشار جائحة (كوفيد-19) أصعب تحد يمر به قطاع الضيافة على مر التاريخ، وعلى الرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتعافي، استناداً لما ورد من المؤشرات العالمية الأخيرة التي شاركتها لجنة الخبراء التابعة لمنظمة السياحة العالمية (UNWTO) عن آثار الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية، إلا أننا على ثقة بأن القطاع سيتعافى، ونشهد اليوم العديد من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد ذلك، خاصة في أسواق الشرق الأوسط، في دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، تحديداً. ونتيجةً لطرح اللقاحات نرى اليوم تخفيف القيود وعودة ثقة المستهلك، فكل جرعة تجعل إمكانية السفر بحرية وأمان أقرب إلينا جميعاً. وبينما نشهد التعافي التدريجي للقطاع في جميع أنحاء العالم، نجد أن هذا التطور لن يحدث دون صعوبات، وصحيح أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه التحديد تشهد انتعاشاً تدريجياً في قطاع الضيافة بفضل السياحة المحلية والإقليمية، إلا أنه سيتعين علينا أن ننتظر عودة السفر الجوي إلى وضعه الطبيعي لنشهد نفس مستويات الطلب والإشغال التي كنا نشهدها قبل الجائحة، ويشمل ذلك فتح المزيد من ممرات السفر الدولية من وإلى المملكة العربية السعودية لاستثمار الإمكانات الكاملة لدى المملكة كوجهة سياحية ناشئة.

معدلات الإشغال الفندقي

• ما هي معدلات الإشغال الفندقي حالياً في فنادق السعودية، وما هي المدن الأبرز في معدلات الإشغال؟

- فنادق المملكة، تسجل حالياً معدلات إشغال تتراوح بين 65% و70% في المدن الرئيسية بسبب قدوم معظم الطلب من السياحة الداخلية، وذلك نتيجة دعم الحملات الترويجية التي تطلقها هيئة السياحة السعودية مثل: «تنفس والشتاء حولك وحملة الصيف»، التي أطلقت مجدداً تحت شعار «صيفنا على جوك»، ونتوقع أيضاً أن يشهد القطاع نمواً في معدلات الإشغال في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالتزامن مع موسم العمرة.

• ما هي توقعاتكم لأسعار الغرف الفندقية في المملكة خلال النصف الثاني من عام 2021، ومعدلات الإشغال المتوقعة ومتوسط السعر والعائد اليومي لكل غرفة متاحة؟

- نتوقع أن نشهد نتائج إيجابية خلال النصف الثاني من عام 2021 مع استمرار السعودية بتوسيع عروضها السياحية بمعدل ثابت، وعلى الرغم من أن القطاع ككل سيستغرق وقتاً لا بأس به للتعافي، إلى أننا نعتقد أن المملكة ستكون واحدة من أسرع الأسواق في العودة إلى حيويتها بمجرد افتتاح المزيد من ممرات السفر. وستجذب الفعاليات الضخمة مثل «موسم الرياض»، و«الفورمولا 1» في جدة، إضافةً إلى عروض الصيف «اكتشف السعودية» الترويجية الضيوف من جميع أنحاء العالم، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب عبر مختلف القطاعات، وسيؤدي الطلب القوي إلى ارتفاع متوسط أسعار الغرف نوعاً ما.

• ما أبرز التوقعات المتعلقة بالفنادق في المنطقة العربية والشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، خاصةً أن العديد من الأسواق بدأت بالتعافي منذ الربع الأخير من عام 2020 مع بدء تخفيف قيود السفر؟

-نتوقع المرونة والنهج الذي يضع احتياجات العملاء في مقدمة أولويات القطاع، ونعمل اليوم في سوق متغيرة باستمرار، فعندما انتشر الوباء توجب علينا جميعاً العودة إلى مخططاتنا لإعادة تقييم أساليب عملنا في هذه المنظومة الشاملة والمتغيرة.

مؤشرات التوظيف

• كيف ستكون مؤشرات التوظيف في قطاع الضيافة خلال الفترة المقبلة في المملكة والمنطقة العربية بشكل عام في ظل توسع المنشآت الفندقية والمشاريع السياحية؟

- لاتزال آفاق قطاع السياحة والضيافة طويلة الأجل في الشرق الأوسط قوية، لأن المنطقة تشتهر بحيويتها وامتلاكها للكثير من العروض التي يمكن أن تقدمها للمسافرين، سواء كان ذلك ضمن قطاع السفر المحلي أو الفعاليات أو المؤتمرات أو الاستجمام أو رحلات العمل، ويعد امتلاك المواهب المناسبة أمراً أساسياً في تقديم التجارب الفريدة للنزلاء القادمين إلى المنطقة، ولهذا يعد تطوير المواهب مجالاً مهماً للغاية بالنسبة لنا. ونظراً لأن المملكة تعد سوقاً ذات أولوية بالنسبة لنا في الشرق الأوسط، لايزال استقطاب المواهب السعودية يمثل أولوية رئيسية بالنسبة لنا، ونواصل مسيرتنا بتوفير منصة مهمة للشباب السعودي الطموح تمكنهم من النمو وبناء مستقبل مهني قوي في مجالات العمل المتنوعة في قطاع الضيافة، بدءاً من المناصب الداعمة وحتى المناصب الإدارية العليا.

• كونكم رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند هل تنوي الشركة نقل مقرها الإقليمي إلى الرياض مستقبلا؟

- تعد السعودية أحد أسواقنا الرئيسية والمهمة بالنسبة لنا في المنطقة، ولدينا مجموعة واسعة في المملكة تضم 38 فندقاً و5 علامات تجارية، ولمواصلة دعم نمونا خلال فترة تحول البلاد، واستفادة من المزايا التي قدمتها المملكة قمنا بافتتاح مكتب جديد في مدينة الرياض، والذي سيتم الإعلان عنه رسمياً وتشييده قبل نهاية العام، ولدينا فريق أساسي موجود في الرياض لدعم خطط نمو المجموعة في البلاد والمساهمة في تحقيق رؤية 2030 للمملكة.