فضلت التأني بالحديث عن وضعية المنتخبات السعودية المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، لرصد الآراء التي طرحت بهذا الشأن، والأكيد أن كلاً رمى برؤيته من خلال النافذة، التي يطل منها ويراها تكشف الحقائق، في سبيل صياغة بطل أولمبي يحقق الذهب ويعتلي المنصات، الذي يتطلب إعدادا مختلفا ليصل لمؤشر مرتقٍ، يمكنه من خطف الميداليات المتقدمة، وما أرمي له في منافسات الألعاب الفردية تحديداً، والتي تعد الأكثر ربحاً في صراع الأقوياء، على اعتبار أن ميدالية واحدة في ألعاب القوى أو القتال أو غيرها، تضاهي فريقا كاملا في لعبة جماعية، هذا المكسب الملموس يتعين معرفة خارطة الطريق لصناعة بطل أولمبي، ويقيني أن البداية والنهاية في ملف الإعداد يملك مفاتيحها المدرب، الذي نجح في صناعة البطل الأولمبي على أرض الواقع، فمثل تلك الكوادر حري أن يستعان بها، لأنها تعرف دهاليز الطريق ويقيني لو جُلبت تلك الخامات وتم إبرام عقد معها لا يقل عن 4 سنوات، لهدف منحها فسحة من الوقت، لتجسيد الآلية التي يصنع بها البطل، والاستعانة بمثل تلك الكوادر، سيختصر جادة الطريق بحكم التجربة التي جسدها سلفاً، وإستراتيجيته أكثر دقة، وفي تصوري أن جلب المدربين أصحاب التجارب اختصار للوقت، ووضوح للرؤية في ظل الاهتمام الذي تجده الرياضة السعودية، من ربانها الأمير عبدالعزيز بن تركي، الذي يقف عن كثب لدعم الجميع في سبيل الوصول لساحة الكسب، ثمة جانب آخر، هناك عناصر تدريبية شاخت وما زالت تقف على هرم الأجهزة الفنية، في العديد من الألعاب وتحديداً الفردية، ولم يعد بمقدورها تحقيق إضافة، بل إنها لا تملك الكفاءة، لأن النجاحات تبدأ بعد السنة الثانية من العمل، والحصاد عند الرابعة وهكذا.. في حين قضى البعض سنوات ومخرجاته دون المستوى المطلوب، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وبالتالي المجاملات لن تحقق الهدف المنشود، والتخطيط السليم والواقعية يجلبان النجاح، جملة القول الكادر الذي حقق نجاحات سلفاً بات مطلبا للاستفادة من تجربته، لأنها ستختصر خارطة الطريق، والأهم توفير مناخ ملائم لكي يعمل بعيدا عن المنغصات، ووسط جو صحي يجسد الهدف المنشود.