يمر الإنسان في هذه الحياة، وفي كل مرحلة من مراحلها، بالكثير من التجارب والخبرات والمواقف والأحداث، المفرحة والمحزنة والمختلطة بينهما، فامتلأت دواخلنا بمساحات زائدة، لا تسمن ولا تغني من جوع.. سراب في سراب، كأمة جراد هوت في بساتين ذات بهجة، فجعلتها قاعا صفصفا كأن لم تغن بالأمس.

الذكريات المؤلمة، والمشاعر المؤذية، والصداقات الزائفة، والاتهامات الباطلة، ونيران الحسد والضغائن المضرمة الهالكة، وألغام الحقد والكراهية القاتلة، وتصرفات المحبطين الضارة الفاتكة، كل ذلك شوائب تضر ولا تنفع، يجب التخلص منها فورا وبسرعة الضوء؛ لأنها السبب في كل ما هو مزعج في حياتنا.

يقول أحد الزملاء - وفقه الله -: لفت انتباهي إشعار في هاتفي النّقال يقول: عليك إفراغ بعض المساحات؛ لأن الذاكرة ممتلئة، وذلك قد يؤدي إلى توقف بعض البرامج والتطبيقات، فقلت في نفسي: ماذا لو أفرغنا كل ما في نفوسنا ودواخلنا من المساحات الزائدة التي لا معنى لها؟.. أليست صيانة دواخلنا وتنظيفها من الشوائب أولى من صيانة هواتفنا النقالة؟!!.