أنهت فرق العمل الفنية والمسرحية بسوق عكاظ البروفات النهائية لحفل الافتتاح. وسوف يشهد السوق أسماءً فنية سعودية ساهمت في الإخراج برؤية فنية جديدة أوضح ذلك "للوطن "المخرج فطيس بقنة الذي أشار إلى أن الحفل الفني لافتتاح السوق اتخذ صورة جديدة ورؤية مستقبلية تتوافق مع رؤى القائمين والمتطلعين لأن يكون سوق عكاظ سوقا ثقافيا وتاريخيا واقتصاديا وتراثيا وأدبا يبقى شاهدا على الحضارات المتعددة وبين أن نص الحوار الفني لحفل الافتتاح كتبه مسفر الموسى وإشراف عام ورؤية فنية فطيس بقنه ومن إنتاج إيقاع للإنتاج الإعلامي.
نص سوق عكاظ
المشهد الثاني:
تعليق voice over بداية الرواية:
( هنا... بدأت حكاية المكان.. منذ القرن الأول الميلادي.. هنا علقت القصائد السبع.. هنا خطب قس بن ساعدة.. وهنا جلس النابغة الذبياني تحت قبته الحمراء..هنا أنشد زهير بن أبي سلمى قصيدة السلام... هنا مرت قوافل العرب.. هنا احتكموا... وهنا تعاكظوا....(فاصل موسيقي ومؤثر ريح)...... هنا دب السكون وصمتت الكلمات لنحو 1300 عام... هنا مات المكان... وهنا بعث من جديد، تأملاتٍ في مخيلة الفيصل وحقيقة في عهد عبدالله.. هنا سوق عكاظ ملتقى الحياة
المشهد الثالث:
شاب يمثل العصر الحديث، يحمل معه جهاز I-pad، يدخل السوق متعطشاً لرؤية معالم السوق الذي يحمل إرثاً ثقافيا.. يقف الشاب عند أكثر من زاوية للتأمل.. في نهاية الجادة يجلس شيخ كبير يمثل العصر الجاهلي يقرأ قصيدة ثم يتفاجأ بهذا الشاب ويبدأ الحوار..
الشيخ مستغربا: من أنت؟ وما هذا الرداء الغريب؟ من أي البلاد أنت؟ بل من أي العصور أتيت؟ وماذا تحمل في يديك؟
الشاب سعيداً بلقاء الشيخ: أهلا يا عم.. لا أكاد أصدق عينيّ... هل مازلتم هنا..
الشيخ متجهماً: نعم نحن هنا.. نحن لبنات هذا المكان الأولى... نحن من تغنت بقصائدنا العرب... نحن مرجع اللغة وروح البلاغة.. نحن من صاغ من المعاني بديعها ومن الكلمات أجزلها... فمن أنت؟
الشاب: بلطفك عليّ يا عم... فأنا من هذه البلاد من المملكة العربية السعودية.. التي يهتم أبناؤها بالتواصل الثقافي مع كل موروث مرّ من هنا.. وهم يعيرون اهتماماً كبيرا لهذا السوق لما يتضمنه من قيم ثقافية وأدبية لها عمقها التاريخي بما يتوافق مع قيمنا الأصيلة وتعاليمنا الدينية
صوت الحرم
آية قرآنية كريمة مناسبة.
المشهد الخامس:
يترجل الشيخ والشاب في جادة عكاظ...
الشيخ: أشعر بأن الزمن قد توقف عند حدود هذا السوق.. في طرقاته وساحاته.. في ليله الساهر وفي نهاره المكتظ بالجموع........
(ثم يصرخ الشيخ في وجه الشاب ممسكاً بطرف جهازه قائلا...)
الشيخ: ما هذا الذي تمسكه في يدك؟ إنه يقلق راحتي.
الشاب: إنه..
(ويقاطعه الشيخ..)
الشيخ: آه .. في هذا الركن كان الناس يجتمعون لحل خلافاتهم ونزاعاتهم... وهناك ممر قوافل الشام يجلبونها إلى سوق عكاظ... أما ذلك الركن فقد تتسابق في أجزل الكلمات شعرا ونثرا.. كل الزوايا هنا أشم فيها رائحة العصر الذي عشت فيه..
(يلتفت الشيخ إلى الشاب سائلا)
الشيخ: قلي بربك هل مازلتم تحتفلون بهذا السوق؟
الشاب: نعم ... ونحن كما سبق وأن أخبرتك نحيي كل تراث من شأنه أن يسهم في حراكنا الثقافي والأدبي بما ينسجم مع قيمنا الإسلامية.. وها هو سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وحفيد مؤسس هذه البلاد سيخبرك عن علاقتنا بتراثكم..
(الشيخ والشاب يستمعون لكلمة الأمير)
المشهد السادس:
(الشيخ والشاب يكملان الاستماع لكلمة الأمير ثم يكملان سيرهما في جادة السوق)
الشيخ: جميل ما قاله هذا الأمير.. إنكم تتميزون عنا بجودة الإدارة والتخطيط
الشاب: في المملكة الكثير من الفعاليات الثقافية والمنابر الأدبية...فقد دأب قادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس وحتى اليوم على تأصيل كل المواريث الثقافية التي ولدت على هذه الأرض.. وكانت سوق عكاظ جزءا من ذلك عندما بدأت فكرة إحياء هذه السوق حلما يلوح في مخيلة جلالة الملك فيصل.. ومع الأيام تحول الحلم إلى حقيقة وأشرقت شمس سوق عكاظ من جديد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وبإشراف الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة
الشيخ: ما دام أن خالد يعشق الشعر فلا خوف على سوق عكاظ..
الشاب: يبتسم
الشيخ:انظر.. انظر هناك .. إنه زهير.. زهير بن أبي سلمى
الشاب: ياه ما أعظم هذا اليوم.. زهير أمامي إني لا أصدق ما أرى
الشيخ: نعم.. إنه هو .. أعتقد أنه يستعد للقاء الناس.. هل سيقول قصيدة جديدة أم سيعيد عليهم معلقته
الشاب: إنه يتجه إلى المسرح.. في ظني أننا سنشاهد مسرحية عنه تكريما له ولجهوده في الشعر... إنهم يفعلون ذلك كل عام مع شخصيات هذا السوق.
المسرحية
المشهد السابع:
الشيخ: أرأيت يا بني جمال شعر زهير.. هل عشت نبض كلماته.. هل تنفست عبق المعاني... هل رويت بعذوبتها.. وأدهشك بديع صنعها وبنائها.. هل أبقى زهير ومن عاشوا حقبته شيئا من الإبداع لمن جاءوا بعدهم... أم أن المواهب قد تدثرت قبورهم وماتت هناك..
الشاب: على رسلك يا عم.. فالإبداع لا يموت.. والمواهب تولد من جديد.. ولكل عصر قلوب واعدة.. تابع معي مجموعة من المبدعين سيكرمهم الحفل كما كرموا زهيرا..
(الشاب يقرأ من الجهاز أسماء الفائزين.. ثم تسجل كلمة لمدة دقيقة لكل فائز على شاشة وتعرض أعماله على الشاشة الرئيسة والشخصيتان تتابعان)
الشاب: ففي مجال (لوحة وقصيدة) فاز من السودان الشقيق عوض صالح ابو صلاح
وفي مجال ( الخط العربي 20 سنه فما فوق) فاز من سوريا الشقيقة محمد فاروق الحداد
أما في مجال ( الخط العربي 20 سنه فما دون) فاز من مصر الشقيقة عبدالرحمن محمد الشاهد
وفي مجال (التصوير الضوئي 18 سنه فما فوق) فاز أيضا من مصر جلال رفعت المسري
كما فاز في مجال (التصوير الضوئي 18 سنه فما دون) رائد سفر البقمي من السعودية
أما في جائزة الإبداع والتميز العلمي فقد فاز بها د. عبدالعظيم فاروق جاد من ألمانيا و د. أحمد صالح العمودي من السعودية
الشيخ: في التصوير الضوئي في الإبداع والتميز العلمي ما هذه المفردات الحديثة.. ثم إنك لم تجبني ما هذا الشيء الذي يلازمك أينما رحلت..
الشاب: (مبتسما) إنها لزوميات عصرنا الحديث.. فكما امتدت مجالات الإبداع والفنون التي تفخرون بها إلى موروثنا الثقافي، فإن التقنية والتميز العلمي عناصرأخرى للإبداع ينشدها أبناء جيلنا ويتطلعون للتميز فيها وقد ساهم سوق عكاظ لتكون جزءا من موروثه القيمي
"اللوحة الفنية"
الشيخ: كان عرضا رائعا... حقا لكل عصر فنونه التي تميزه
الشاب: ما الذي أعجبك في العرض؟
الشيخ: كل شيء.. الموسيقى.. الضوء.. الأداء.. لقد كانت لوحة فنية متكاملة
(تدخل الشخصيتان المسرح)
الشيخ: ما هذه الجموع الكبيرة هل هم من عصري أم من عصركم
الشاب : لا بل من عصرنا وهذا هو راعي الحفل وأحد رموز الأدب الحديث في المملكة .. شاعر المعاني العميقة والخيال الخصب.. كتب عن الوطن فأوفى.. وعن القوة فأجزل.. وعن المعاناة فأبكى... وعن الحب والإنسان والسحاب والمطر..انه خالد الفيصل .. الذي نطلب منه أن يتكرم بتسليم الفائزين جوائزهم.