نحن نسعى في هذه الحياة إلى الكثير من الأهداف، التي خططنا لها، أنجزنا الكثير وبقي الكثير، لكن هناك هدف في الحياة نسيناه، يعتبر المحرك لهذه الحياة.

الهدف هو «معرفتك لذاتك»، عندما ترى هذه الجملة قد تتوارد الكثير من الأجوبة، التي قد تفيد بأنك قد وصلت إلى معرفة الذات، كأن تقول أعرف نفسي أنني لا أحب تناول الطعام الفلاني، أو أحب رياضة السباحة، وغيرها الكثير مما قد يتوارد لذهنك عند سماع جملة «اعرف ذاتك».

سوف أعرض لكم كيفية التعرف على ذاتك:

أولا: اعرف نفسك، ما هي قيمك؟ ما هي حدودك؟ ما هي أهدافك؟ إلى أين ستبحر في هذه الحياة؟، ماذا تفضل ماذا تكره؟. قد تستغرق معرفة الذات أشهرا وسنوات، لأننا في هذه الحياة تمر بنا عواصف كثيرة، وقد تتغير اتجاهاتنا أحيانا، لكن لا يعني هذا عدم وجود اتجاه لنا في هذه الحياة. يقول مصطفى صادق الرافعي «في كل إنسان تعرفه، إنسان لا تعرفه».

وقد يكون إنسانك أو ذاتك التي تعتقد أنك قد عرفتها تصدم بأنك لا تعرفها حقا. ثانيا: مارس الاعتراف، فمن اعترف، اعترف، وقد قال العارفون، تاه من الدليل له نفسه، وقال تعالى «وفي أنفسكم أفلا تبصرون».

اعرف مواضع النفس، ضعفها وسعادتها، قدراتها ومواهبها، وكما قال تعالى «بل الإنسان على نفسه بصيرة»، والبصيرة هي الرؤية الصحيحة، والآية تدل على أن للإنسان مواهب وقدرات، تمكنه من معرفة ذاته، ومن مظاهر معرفة الذات، التعلم اللامحدود الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات.

ومن صور التعلم اللامحدود، البحث عن نقاط القوة واستغلالها فيما ينفع.

فمعرفة الذات هي نتيجة استفهام لكل المسلمات، كأن يسأل: من هو ؟ ومن أين جاء؟ وإلى أين يذهب؟.