أطل علينا عامٌ يملؤه الأمل، فكل عامٍ وأمتنا أكثرُ استعدادًا للنهوض من جديد، وكل عامٍ وأمتنا أقدرُ على إدارة أزماتها بشكلٍ أفضل، وكل عامٍ وأمتنا سبّاقة كعادتها إلى طرح الرؤى والمبادرات التي تخدم الإنسانية وتستنهض في البشرية معاني الرحمة والتراحم والبناء والتشييد. عامٌ جديد، وأمتنا لا تزال تواجه عددًا من التحديات الكبرى، وعامٌ جديدٌ وأمتنا تواصل تحدي تلك التحديات بسواعد أبنائها وبناتها، وبالتِفافِهم حول بلدانهم وحكوماتهم وقيادتهم السياسية.

عامٌ هجريٌ جديد ينبغي أن يكون عام تجديدٍ لولائنا لديننا ولشرع ربنا وللُحمَتنِا الوطنية التي لا غنى عنها، ولا أهم منها. عامٌ هجريٌ جديد، والسعوديون أينما كانوا يحملون كعادتهم الروح الإيجابية التي لا يمكن لمملكتنا أن تستمر إلا بها.

عامٌ هجريٌ جديد سنسعى فيه بإذن الله إلى رفع مستوى كفاءة قدراتنا وإمكاناتنا، ونصيغ فيه رؤية أفضل، ونعمّق خلاله مستوى أرفع وأعلى من الفهم والتطبيق لإستراتيجيتنا الوطنية التي تجمعنا حول وطنٍ لطالما وسنبقى دومًا نسعى لأن يكون دائمًا كالجبل راسخًا وواقفًا على أقدامه.


في عامنا الهجري الجديد هذا، نجدد العهد لقيادتنا، ونؤكد أننا سنبقى وسنظل نحمل شعلة البناء، نسعى دون كللٍ أو ملل لنكون أهلاً للمسؤولية التي نحمل، مؤكدين أننا جيل التحديات، وأننا جيل يسعد بأنه يسير على خطى راسخة وثابتة لا يخشى الوقوع لأنه يعرف طريقه جيدًا.

كل عامٍ ومملكتنا الحبيبة بخير، وأمتنا الإسلامية بخير، وكل عام ومعنوياتنا بخير، وجهادنا المقدس لبناء وطننا، وإسعاد أهلنا، وتيسير حياة شعبنا، وتوجيه الطاقات إلى مكامنها الصحيحة، كل عامٍ وكل ذلك ممكن ومتحقق بإذن الله، ونحن مع كل هذا أقدر على رسم السياسات وتنفيذها، ودفعها بقوة في اتجاهاتها التي تحقق آمالنا جميعًا.

وفي عامنا الجديد، لن ننسى من عاشوا لهذا الوطن ومن أجله، ونتذكرهم في مستهل كل سنة جديدة لنتخذ منهم نماذج حية من عصرنا وزماننا، لنحفّز من خلال قصصهم الأجيال الجديدة ليدركوا بدرجةٍ أعمق معنى الوطن، فيكون مستهل كل عامٍ بالنسبة لنا فرصةً لاستحضار الماضي القريب واتخاذه خارطة طريق لإكمال المسيرة.

عامٌ هجريٌ جديد، والمسلمون أينما كانوا مرفوعو الرأس، وقد أدرك العالم خيرية دينهم وفهموا كم هو دينٌ عظيم، عامٌ هجري جديد وسعوديتنا راسخة في أعماق نفوسنا تقودنا نحو طريقٍ يحمل كل الخير لمملكتنا وللشعب السعودي، فلنكن جميعًا جنودًا لوطننا وأمتنا، نحمل القلم وبه نجاهد جهادنا المنسيّ، فكل عامٍ وأمة «اقرأ» بألف خير.