تناول الدكتور محمد بن إبراهيم الملحم، في أربع مقالات، «الواجب المنزلي.. ضار أم نافع»، وأشار إلى فريقين مؤيد ومعارض، وكل أورد مسببات تأييده ومعارضته الواجب، فمنهم قال إن الواجب وسيلة تعلم الطالب بشكل مستقل، ويتعود خلاله على إدارة وقته، والاعتماد على الذات.

ومن عارض قال إنه عبء ثقيل على الطالب والمعلم والوالدين، وإن البعض من المعلمين لا يصحح الواجب، وإن البعض من الطلاب جيد والآخر ضعيف، مما يجعل الجيد يستسهل الواجب والضعيف يستثقله، أو أنه يحرم الطالب من التمتع بالوقت، لعبا ولهوا.. إلخ.

أما أنا ففي صف المؤيدين، وحقيقة أن الواجب، حتى ولو لم يصححه المعلم، فهو مفيد للطالب، سواء كان جيدا أو ضعيفا، فالجيد يترسخ الموضوع في ذهنه، والضعيف يقوي ضعفه ويغذي ذاكرته، ولا أعتقد أن الواجب ثقيل على الوالدين، فهما يد بيد مع المدرسة، بل سمعت عدة مرات، في حفلات واجتماعات، التحسر على قلة الواجبات المنزلية التي عهدناها.

في السابق كان للواجب قيمة جيدة، فمثلا كان الطالب بالمراحل الأولى يكتب الآيات من القرآن أو قطعة من المطالعة، أو يعيد كتابة قطعة إملائية، أخطاؤه فيها كثيرة، فمرة تلو أخرى يتحسن خطه، ويساعده ذلك على حفظ تلك الآيات، ويغذي فكره مضمون تلك القطعة من المطالعة، وتترسخ في ذهنه تلك الكلمات الإملائية، فهمزة كتبت على الواو والأخرى على نبرة وهكذا، مما يجعله سريع البديهة طليق اللسان، ويقل تلعثمه أو تأتأته أو وأوأته، حينما يريد تذكر آية من القرآن أو جملة من المطالعة، وتقل أخطاؤه الاملائية.

اليوم - من المؤسف - لا واجبات منزلية تذكر، فكيف يكون الواجب وهناك مواد العربي جمعت في كتاب واحد، والعلوم الدينية مثل ذلك!. والواجبات التي تحدث عنها «الملحم» تلاشت من بعض المقررات، أو أوشكت على التلاشي، ومجمل حديثه ينطبق على الواجبات المنزلية، كما يقال أيام زمان حينما كان «الملحم» طالبا في الصف الابتدائي أو بعد لم يدخل المدرسة.

لذا أقول: يا ليت الواجب المنزلي يعود كما كان، لتنتعش عقول الطلاب وتتسع أفكارهم وتتجمل كتاباتهم وتتحسن تعبيراتهم، سواء كلاما أو كتابة.

كنت مدرسا أعوام التسعينيات، وكنت أعمل بالواجب المنزلي، ورأيت له أثرا جيدا في الطلاب، كما قلت تعبيرا باللسان أو بالكتابة، وحتى في أثناء الخطابة، أما اليوم فلا أرى له أثرا فيمن يدرس من أبنائي وبناتي، إن كان هناك واجب.

وختاما.. أنضم إلى من كان مؤيدا للواجب المنزلي، وأنا واثق من صحة ما اتجهوا إليه، وأعارض الآخرين، وبالله التوفيق ومنه السداد.