بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وما شاء الله تبارك الله على العيون الفاتنات الناعسات بألوانها وتركيباتها وعدساتها وأحجامها، والتي تسير بصاحبها إلى الطريق الصحيح، من غير لف ولا دوران ولا غمز ولمز، ورمش ورموش. وأعوذ بالله، وبكلماته التامات من العيون الكهرومغناطيسية، العيون الحمراء، العيون المجرمة القاتلة الخبيثة، عين الحاسد الحاقد العاين الزعور، الذي ينظر ويعجب ولا يبارك على ما شاهد من فضل الله وبركته.

فعضة أسد ولا نظرة حسد، كما قالوا في الأقوال المأثورة، وفعلا ويقينا عضة الأسد تبرى، ونظرة الحسد تنزل بالمعيون المصاب إلى باطن الأرض، بعد أن كان يمشي على ظهرها سليما معافى في الصحة والبدن.

ولكنها كذلك حقيقة مرة بطعم العلقم نؤمن بها وندرك ونشاهد ونسمع ونقرأ ما تفعله، فهي العدو المجرم القاتل الصامت. نعم إنها العين الحق كما أخبر بذلك الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووضح لأمته طرق الوقاية والتحصين والحفظ من شرها.

فذكر الله وقول ما شاء الله تبارك الله، والتوكل والظن والثقة بالله تحفظ من أثر العيون، و على الإنسان أن يلتزم بما أخبر به رسولنا، صلى الله عليه وسلم، بقوله (إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه وماله ما يعجبه فليباركه، فإن العين حق).

وعين العاين تختلف من شخص لآخر، فبعضهم معروفون للعامة، وعيونهم قوية لا تخطئ، وبعضهم غير معروفين، وبعضهم يجاهر ويتحكم بها، ويختار المكان الذي يضعها فيه.

وبعض العيون تصيب بسهام عفوية، تقع نتيجة الإعجاب، وقد لاتتكرر كثيرا في دقة اصابتها الهدف، فربما تكون رمية من غير قصد، لكنها سهام العين خرجت فأصابت، وهذه غالبا تكون إصابتها بسيطة وغير قاتلة.

وعادة ما يكثر المعاينين (الزعران) في المدن الصغيرة والقرى، وبين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وكثيرا ما تقع في المناسبات، فغالبا ما ينشغل الحاضر للمناسبات العامة والخاصة عن الذكر والتحصين، فيكون أكثر فرحا، فتقع العين والعياذ بالله.

وعلى من أصابته العين أن يذهب إلي العاين إذا عرفه، ويطلب منه أن يتوضأ، كما في حديث رسولنا، صلى الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).

وإذا لم يعرف العاين فعليه بالإكثار من ذكر الله، والتضرع إلى الله بالشفاء، فالعين حق وفتنة، فعلى الإنسان وواجبه أن يحافظ على الأذكار، ويتق الله في عينه وحركتها ورمشها وسهامها، فكم من طريح الفراش، ومريض ومجنون، بسبب سهام عين.

وقانا الله والمسلمين والقراء، من كل عين حاسد، وما شاء الله تبارك الله والحمد لله على نعمه، وأعوذ برب الفلق من كل عين إنس وجان.