يخلط كثيرون بين المرتزق أو «الأرزقي» كما يقول أستاذنا محمود السعدني وبين المبتز.

المرتزق يؤدي خدمة مقابل أجر معلوم، لا أكثر من ذلك ولا أقل، وكل البشر على نحو أو آخر مرتزقون.

أما المبتزّ ففصيلة أخرى لا تؤدي خدمة تتجاوز الابتزاز، وللمبتز خصائص أوجزها فرويد بن فرويد بن فرويد على النحو التالي:

أولاً: المبتزّ يكرهك كره العمى «أو أكثر!» وكلما زدته مالاً، ازداد كرهاً فيك، وطلباً للمزيد من المال.

ثانياً: المبتزّ، إن كانت له أيديولوجية، فهو ينتمي إلى أيديولوجية تختلف، جملة وتفصيلاً، عن أيديولوجية ضحية الابتزاز، وتستهدف تحطيمها.

ثالثاً: المبتزّ إذا لاطفته تكبَّر، وإذا تجاهلته زمجر، وإذا دعوته إلى مناسبة اعتذر، وإذا لم تدعه انفجر.

رابعاً: المبتزّ يتعالم وهو جاهل، ويتظارف وهو ثقيل، ويتفلسف وهو أمِّي، ويدعي المعرفة بدخائل الأمور وهو «ما عنده ما عند جدتي» !!

خامساً: المبتز في الأغلب نتن الرائحة، زري المظهر، سييء الأخلاق كثير الشقاق والنفاق، ويغلب أن يكون فوق ذلك قبيح الشكل.

سادساً: المبتز يعيش حالة لا تنتهي من الإحباط والكآبة، لأنه رغم الملايين التي يجنيها من ابتزازه، لا يستطيع أن يحترم نفسه.

سابعاً: أصدق ما قيل في المبتزّين ما قاله المتنبّي العظيم:

«والحُرُّ ممتحنٌ بأولاد الزنى».

قال فرويد بن فرويد بن فرويد:

والعكس صحيح !!

1994*

* شاعر وأديب سعودي «1940 - 2010».