أسفر زلزال قوي ضرب هايتي صباح السبت عن سقوط العديد من القتلى ووقوع أضرار جسيمة في جنوب غرب الجزيرة، وأعاد إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لزلزال 2010 المدمر. ووفقا للحصيلة الأولية فقد قضى نحو 29 شخصا نحبهم نتيجة للزلزال.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجات هايتي السبت قرابة الساعة 8.30 (12.30 ت غ)، على بعد 12 كلم من مدينة سان لوي دو سود التي تبعد بدورها 160 كلم من العاصمة بور أو برنس، وفق المركز الأمريكي لرصد الزلازل.

بعد ذلك، أصدر المعهد الأميركي للجيوفيزياء تحذيرا من حصول تسونامي قبل أن يلغيه.

وقال مدير الحماية المدنية في البلاد جيري شاندلر: "سقط قتلى، اؤكد ذلك، لكنني لم أحصل بعد على الحصيلة الدقيقة".

وأعلن رئيس الوزراء أرييل هنري عبر تويتر أنه سيتوجه الى المكان مع المسؤولين المعنيين في الساعات المقبلة بهدف "تقييم الوضع في مجمله".

وأضاف "أدعو جميع سكان هايتي إلى التحلي بروح التضامن والالتزام بهدف تشكيل جبهة مشتركة لمواجهة هذا الوضع المأسوي".

منازل مدمرة

وشعر سكان مجمل البلاد بالزلزال وسجلت أضرار مادية في مدن عدة بجنوب غرب الجزيرة. وتعرضت مدينة جيريمي التي يقطنها أكثر من 200 ألف نسمة لأضرار كبيرة في وسطها.

وقال جوب جوزيف أحد سكان جيريمي "سقط سقف الكاتدرائية. الشارع الرئيسي مغلق ... هنا يتركز كل نشاط المدينة الاقتصادي".

وأورد تاماس جان بيار "لقد جن الناس. الأهل حملوا أبناءهم وغادروا المدينة بعد انتشار شائعات عن تسونامي".

وكان المركز الاميركي للجيوفيزياء أصدر تحذيرا من تسونامي إثر الزلزال سرعان ما ألغاه.

ومدينة جيريمي معزولة نسبيا عن البلاد لان الطريق الوطنية التي تعبر الجزيرة لم تنجز بعد.

وقالت كريستيلا سان هيلير (21 عاما) التي تقطن قرب مركز الزلزال "كنت داخل منزلي عندما بدأ يهتز، كنت قرب النافذة ورأيت كل الأشياء تتساقط".

واضافت "سقطت قطعة من الحائط على ظهري لكني لم أصب بجروح خطرة" مشيرة إلى "أن عدة منازل دُمرت بالكامل".

وصور شهود ركام العديد من المباني الاسمنتية بينها كنيسة يبدو أنها كانت تشهد احتفالا دينيا صباح السبت في منطقة تبعد 200 كلم جنوب غرب بور أو برانس.

ولا يزال البلد الأفقر في القارة الأمريكية يستذكر زلزال 12 يناير 2010 الذي دمر العاصمة والعديد من المدن.

وقضى يومها أكثر من 200 ألف شخص واصيب أكثر من 300 الف آخرين، فضلا عن تشريد مليون ونصف مليون من السكان.

وبعد أكثر من عشر سنوات من هذا الزلزال المدمر، لم تتمكن هايتي الغارقة في أزمة اجتماعية سياسية حادة، من مواجهة تحدي إعادة الإعمار.