ساهمت جريمة عكار في اقتراب حل للحكومة اللبنانية، حيث أكد لـ»الوطن» مقربون من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، عن أن كل العقد ستحل خلال هذا الأسبوع في تشكيل الحكومة.

ومن جهة أخرى فسر مراقبون أن أمر العمليات الإيراني قد جاء من طهران لتهدئة الأمور في لبنان بعد أن ذهبت إلى مسار الفوضى والتفلّت الأمني الناتج عن انقطاع الكهرباء التام وشح المحروقات.

ويبدو أن ولادة الحكومة اللبنانية المتعثرة منذ عام باتت قريبة، وهذا ما أكد عليه أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في خطابه الأخير عن ضرورة حل معضلة الحكومة خلال ثلاثة أيام، ما يعني أنه أعطي تعليمات لحليفه رئيس التيار الوطني الحر بالتوقف عن العرقلة والمضي قدما بتشكيل الحكومة كون ميليشيا حزب الله باتت عاجزة عن السيطرة على شارعها الذي يملؤه الغضب.

فشل حزب الله

كما فشل حزب الله في تعهدات أمام اللبنانيين عموما وجمهوره خصوصا بإحضار النفط من إيران لحل أزمة المحروقات، حيث اعتذرت تلك الأخيرة عن ذلك بسبب أزمتها الاقتصادية، الشيء الذي أحرج حزب الله ووضعه في أزمة حقيقية من ناحية تأمين المحروقات والكهرباء التي وعد بها جمهوره.

وفي معلومات خاصة، أظهرت أن ميليشيا حزب الله تملك مستودعات بنزين ومازوت حول مدينتي القصير والطفيل في سورية المدعومة من أموال اللبنانيين التي تم تهريبها من لبنان وفينا، وكما يبدو أن الحزب قرر إعادتها إلى لبنان لإسكات جمهوره خصوصا بعد جريمة اشتعال صهريج المازوت في عكار الذي نتج عنه مقتل 28 لبنانيا.

الجماعات الإرهابية

وفي محاولة لحرف مسار التحقيق قام كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بإرجاع وربط جريمة إطلاق النار على خزان الوقود في عكار بالجماعات الإرهابية، بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتطابق كلام عون مع تصريح باسيل الذي طالب بعد الجريمة مباشرة بجعل عكار منطقة عسكرية.

ووفقا لقراءة خبراء عسكريين مطلعين على واقع عكار خصوصا وشمال لبنان عموما فإن كلا من عون وباسيل يهدفان إلى ربط منفذي ومخططي الجريمة بالجماعات الإرهابية لإظهار عكار أمام الرأي العام اللبناني بأنها مدينة خارجة عن سلطة الدولة وملجأ للخارجين عن القانون وقطاع الطرق ومحتكري المحروقات.

اما النقطة الأهم في الموضوع لحرف مسار التحقيق نحو نقطة أخرى بعيدا عن تخزين الوقود بهذه الكميات الضخمة في المحطات ورفض بيعها للناس، يسعى كلاهما لحماية كارتيلات النفط والمحتكرين والتأكيد على أن عكار هي قندهار لبنان كونها ذات غالبية سنية مؤيدة لخصمهم العتيد سعد الحريري وبالتالي سيظهر وكأنه راع للإرهاب والمتشددين.