كشف مصدر في محافظة عمران اليمنية، عن استعدادات كبيرة تقوم بها العصابات الحوثية، تمهيدا لمهاجمة محافظة مأرب خلال الفترة القريبة القادمة، التي لم يتم تحديد ساعة الصفر لها حتى الآن، وقال: «بعد فشل الحوثيين قبل قرابة الشهرين في إسقاط مأرب تحت إشراف وقيادة السفير الإيراني، وهي المحاولة الخامسة من محاولات جميعها باتت بالفشل، إلا أن الحوثيين حاليا قاموا بالاستعداد والتجهيز التام للمهاجمة»، مبينا بأن هناك تحفظا وسرية تامة وكاملة على هذا الأمر، خاصة وأن المرات السابقة كانت تتم وفق تجهيزات متكاملة وقوة كبيرة، ولكن لم يتحقق الهدف، ولذا قرر الحوثيون استعادة ترتيب صفوفهم، خلال الفترة الماضية بعد فشلهم الأخير.

وفي تصريح خاص قال اللواء محسن خصروف: «لم ولن تسقط مأرب مهما جهزالحوثيون، ومأرب بموقعها ومكانتها الإستراتيجية، تعتبر أكبر محافظة تتلقى عددا من الصواريخ الحوثية، ويعتبرها منطقة ممول اقتصادي وسياسي، وآخر موقع في الشمال يتبع للشرعية».

المحك الفاصل

بين المصدر أن هناك أعدادا كبيرة سقطت من صفوف الحوثيين بين قتلى ومصابين، وكذلك فقدهم مواقع السيطرة ومعها كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والعتاد، لذا فهم يعتبرون المعركة والهجوم القادم، المحك الفاصل والفرصة الأخيرة، ولديهم قناعة كبيرة بأن الانتصار سيكون حليفهم، رغم عدم مراهنتهم على مشايخ ووجهاء مأرب، نظير تجارب سابقة أثبتت فشل هذا الرهان.

واضاف خصروف، أن الصمود في مأرب دليل على الوطنية الشديدة، والتمسك بثورة سبتمبر وأهدافها ومبادئها والنظام الجمهوري، والرفض المطلق للعنصرية والسلالية والطائفية والمناطقية، ففي مأرب يعيش الزيدي والشافعي، والحنبلي والسلفي والإصلاحي، والتعزي والحديد والتهامي، كل هذه المكونات تعيش هناك بسلام، وحاليا كل هؤلاء يدافعون عنها باستماتة لأن مأرب آخر الرموز القائمة، وستبقى صامدة رغم كل المحاولات الحوثية، وهي مقبرة فعلية للحوثيين وبالآلاف شهريا، وإحصائيات الحوثيين تؤكد ذلك.

منطقة قوة

وأوضح المصدر أن سبب إصرار الحوثيين على إسقاط مأرب، لأنه سيعني سيطرتهم الكلية على كافة مناطق الجنوب، والسيطرة على منطقة القوة الاقتصادية والسياسية، والبوابة الرئيسية لإسقاط باقي مدن ومحافظات الجنوب،

مضيفا أن خطط الحوثيين الأخيرة أصبحت مكشوفة ومفضوحة، بسحب بعض من عناصر قواتهم في الجبهات القتالية، وتوحيدها لاقتحام مأرب، والعمل على التجنيد خلال الشهرين الماضيين بشكل مكثف، بالاغراءات والتهديدات.

ومنح بعض الأفراد الثقة وفرصة القيادة الجديدة، والامتحان لهم، واستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، بمعنى أن الحوثيين يخططون لمعركة مصيرية.