*«بيضة الديك»، يُضرب به المثل في الشيء يكون مرة واحدة لا ثانية لها، فيقال: هذا بيضة الديك، أي لم يحدث إلا مرة واحدة، ذلك أن الديك يبيض في عمره مرة واحدة لا يكون لها أخت.

وقريب منها مسكوكة «بيض الصعو» في التراث الشعبي الكويتي، ويضرب بها المثل في الشيء الذي يسمع عنه الناس ولا يرونه، لأن الكويتيين لا يرون البيض الحقيقي للصعو، حيث إنه عصفور مهاجر لا يبيض إلا في موطنه الأصلي.

* «قميص عثمان»، هو قميصه المضرّج بالدم الذي قتل فيه، يضرب به المثل للشيء يكون سبباً للتحريش وإثارة الفتن والأحقاد الكامنة، وذلك أن عمرو بن العاص لما أحسّ من عسكر معاوية في صفّين فتوراً في المحاربة، أشار عليه بأن يُبرز لهم قميص عثمان، ففعل ذلك معاوية، وحين وقعت أعين القوم على القميص ارتفعت ضجّتهم بالبكاء والنحيب، وتحرك منها الساكن طلباً للثأر، وهيّج كامن حقودهم.

* «خبط عشواء»، يضرب مثلاً لمن يصيب مرة ويخطئ أخرى، والعشواء: الناقة التي بعينيها سوء، فهي تعشو، أي لا تبصر ليلاً، وهي تطأ كل شيء على غير بصيرة، قال زهير بن أبي سلمى:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصبْ

تمته ومن تخطئ يُعمّرْ فيَهْرَم.

«حاطب ليل»، يشبّه به المكثار في القول غثّه وسمينه، فتقوده الكثرة إلى حتفه، لأن حاطب الليل ربما احتطب واحتمل فيما يحتطبه حيّة، وهو لا يشعر بها لمكان الظلمة، فيكون فيها هلاكه، كذلك المكثار في الكلام، ربما عثر لسانه في إكثاره بما يجني على رأسه.

* «ماء الوجه»، العرب تستعير في كلامها الماء، لكل ما يحسن موقعه ومنظره، ويعظم قدره ومحلّه، فتقول: ماء الوجه، ماء الشباب، ماء الحُسن، ماء الحياة، ماء النعيم، فأما قولهم: ماء الوجه، فهو عبارة عن الحياء الذي هو أفضل من الماء.

* «عين العقل»، كماله، رأى المأمون في يد بعض ولده دفترا، فقال: ما هذا يا بنيّ؟ فقال: ما يشحذ الفطنة ويؤنس الوحدة، فقال: الحمد لله الذي أراني من ولدي من ينظر بعين عقله. ومن العيون المستعارة: عين الكمال، عين الرضا، عين الشمس، عين السماء، عين الزمان، عين الماء.. إلخ.

*«إنسان العين»، هو ناظر العين الذي به يبصر الإنسان، وإنما سمّي إنسان العين كذلك لأن الإنسان تتراءى صورته فيه.

* «فرسا رهان» قال الثعالبي: من أمثال العرب في الاثنين يستبقان إلى غاية، فيقال لهما: كفرسي رهان.

* «برد العجوز»، الأصل فيه أن عجوزاً كاهنة من العرب، كانت تخبر قومها ببرد شديد يقع في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، فيسوء أثره على المواشي، فلم يكترثوا بقولها، وجزّوا أغنامهم واثقين بإقبال الربيع، فلم يلبثوا إلا مدة قصيرة حتى وقع برد شديد، أهلك الزرع والضرع، فقالوا: هذا برد العجوز، يعنون العجوز التي كانت تنذر به، ونسب العرب إليها برد الأيام الثمانية المعروفة في الجاهلية «وأسماؤها: الصن والصنبر والوبْر وآمر ومؤتمر ومعلّل ومطفئ الجمر ومكفئ الظعن».

* «شاة أشعب»، يُضرب بها المثل في الطمع، قيل لأشعب: هل رأيت أطمع منك؟ قال: نعم، شاة لي صعدت في السطح، فنظرت إلى قوس قزح، فظنّته حبل قتّ «قصب النبات الطرية» فطمعت في تناوله، فسقطت، فاندقّ عنقها!

1981*

* باحث وكاتب مصري «1941 - 2005»