في السنوات الأخيرة انتشرت نوادي الرياضة وكمال الأجسام في مدننا الكبيرة، خاصة في عاصمتنا الحبيبة الرياض، وسرعة انتشارها دليل على وعي الشباب، واهتمامهم بالرياضة. في البداية، انتشرت الأندية الخاصة بالرجال، وبعد فترة زمنية انتشرت أندية النساء، وحقيقة أن روادها خليط من الشباب وكبار السن الذين أدركوا بوعيهم أهمية الرياضة، أيا تكون، مثل التعامل مع أجهزة التنشيط الجسماني، وحمل الأثقال، وبناء العضلات، والسباحة، والمشي. ومن المؤكد أن تلك الأندية ذات مردود اقتصادي جيد، وتقابله استفادة مرتاديها (نشاطات جسمانية وعقلية أجود).

ومن تلك الأندية ناد يعتبر، إن لم يكن أول ناد افتتح بالرياض، من الأندية الأولى، وعمره يتجاوز الآن العشر سنوات، وكنت من ضمن المنتسبين إليه في بداياته، وبعد مضي أكثر من ست سنوات عدت إليه في مكانه الحالي والجديد، الذي يختلف كثيرا عما كان عليه سابقا، من حيث تطوير موجوداته، المتنوعة الأشكال والمهمات.

هذا النادي يتشكل من عدد من الصالات الضخمة، فتلك لبناء الأجسام وبناء العضلات وحمل الأثقال، وهذه لمخفضات الأوزان وتخفيف السمنة ذات الأشكال المختلفة، بالإضافة إلى الدراجات الهوائية، وهناك تمرينات رياضية مختلفة الحركات ومتعددة، والذي أعجبني أنه من كثرة أجهزته لا تجد شخصا ينتظر فراغ جهاز من زميل، بل أجزم أن الأجهزة تزيد على مرتاديه كثيرا، على الرغم من أن مرتاديه يوميا بالمئات، حسب تقديري، خاصة في أثناء ساعات المساء. ناهيك عن ذلك المسبح الذي قد يضاهي المسابح الدولية، بطول 28م وعرض 13م، وعمق يتراوح ما بين المتر والنصف المتر والـ3 أمتار، ويعلوه المضمار ذو المسارين، أحدهما للمشي والآخر للجري، بطول 100 متر، وحينما تلقي عليه نظرة ترى الماشي والجاري (وكل على همه ساري - كما في المثل الشعبي).

هذا بخلاف توافر المرفقات الأخرى، سواء الضرورية أو الكمالية. وتقوم على إدارة هذا النادي مجموعة من شباب الوطن الواعي والنشيط المتفتح، الذين يعاملون مرتادي المركز تعاملا أخويا، ويستقبلونهم استقبالات ترحيبية، بابتسامات تشير إلى الحب والمودة. وفي ظل تلك الظروف الحالية، ووجود فيروس «كورونا»، تراهم يأخذون بالمحظورات، وضرورة الالتزام بالاحترازات، خاصة موضوع «توكلنا»، وقياس درجة الحرارة عند الدخول، حفاظا على صحة مرتادي النادي.

فمرحبا بوجود هؤلاء الشباب الواعي، خاصة من هم بالاستقبال، وهنيئا لكم يا شباب الوطن على خدماتكم التي تقدمونها لمرتادي هذا النادي بأريحية وصدور رحبة. وهنا لا أهون من النوادي الأخرى، أو أقلل منها، ولذا أقول: لا شك من أن هناك نواد رياضية تضاهي هذا النادي وتماثله، فالكل يعمل على تطوير ناديه، ليكسب نسبة عالية من المنتسبين إليه.

ومن هنا أنادي كلا من يريد كسب النشاط والقوة وبناء جسمه، ليكون صحيحا سليما قويا، كما في الحكمة «العقل السليم في الجسم السليم»، سواء شبابا أو مسنين، بزيارة هذا النادي، ليروا فيه كل ما يريدونه وسيعجبهم.

فهيا بنا نحن المسنين قبل الشباب، لنمارس تلك الرياضة، ولنكسب الصحة والقوة الجسمانية والعقلية - بإذن الله.

هيا لا تترددوا وأنا بالمقدمة.

نسأل الله سبحانه وتعالى دوام الصحة والعافية للجميع، وأن ينهض عن بلادنا وجميع بلدان العالم هذا الوباء، وأن يحمينا من كل فيروس قادم.