أسعار فلكية وشروط تعجيزية.. هكذا وصف العديد من الدارسين الالتحاق بالجامعات الأهلية بالمملكة، وسط فرض رسومٍ دراسية مرتفعة ومتفاوتة، بما اعتبره البعض وسيلة للتربح من جانب تلك الجامعات. وتنقسم الجامعات الأهلية بالمملكة إلى جامعات تهدف للربح، وأخرى لا تهدف إليه، حيث تتلقى الدعم من وزارة التعليم، التي تخضع كافة الجامعات تحت مظلتها.

وتضم الجامعات الأهلية عددًا من الكليات التي تنفصل عن بعضها البعض بالمناطق المختلفة بالمملكة، وتكون مخصصة لكل فئات العمر، حيث يمكن الالتحاق بها من جانب كل الطلاب ممن أنهوا دراستهم في الثانوية العامة، أو أولئك الطلاب الذين أنهوا دراسة كليات معينة ويرغبون في استكمال الدراسة بتخصصات أخرى غير كلياتهم الرئيسية. رسوم القبول

شكاوى عديدة أبرزها الطلاب وأولياء الأمور، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب الإعلان عن الرسوم الدراسية بالجامعات الأهلية للعام الدراسي الحالي 2021، التي اعتبروها غير ملائمة لكافة شرائح المجتمع أو الراغبين بإكمال تعليمهم ممن لم يحالفهم الحظ بالالتحاق بالتعليم الحكومي. وأبرز العديد من رواد «تويتر» الأزمات المالية المرتبطة بالتقديم للجامعات الأهلية، ومن بينها وضع تلك الجامعات ما يعرف بـ«رسوم القبول» التي تتراوح بين 3000 و 5000 ريال غير قابلة للاسترداد، بينما أبرز البعض معاناته من عدم قبول تلك الجامعات الدفع عن طريق الأقساط، ولكنها تشترط فقط دفعة واحدة أو دفعتين على الأكثر.

منح دراسية

واطلعت «الوطن» على رسوم الجامعات الأهلية، حيث وجدت أنها تتراوح بين 20 إلى 90 ألف ريال في العام الدراسي الواحد، وتختلف باختلاف التخصصات، حيث بلغت دراسة برنامج طب الأسنان في كلية أهلية 70 ألف ريال، بينما بلغت دراسة البرنامج نفسه في جامعة أخرى 90 ألف ريال، ما يعني عدم وجود قوانين ملزمة ومحددة لرسوم تلك الجامعات. ورغم تقديم الجامعات الأهلية منحًا دراسية للطلاب الملتحقين بها، إلا أنها لا تزال غير كافية للقضاء على أزمة الرسوم المرتفعة.

إلغاء الانتساب

قبل 3 سنوات، توقفت الجامعات الحكومية عن العمل بنظام التعليم بالانتساب، رغم الإقبال الكبير على برامج وتخصصات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني في المملكة، مما دفع بالعديد من الموظفين الراغبين في استكمال دراسات «الماجستير» و«الدكتوراه» بالتوجه للجامعات الأهلية التي تقبل بالتعليم بالانتساب. ومع ارتفاع رسوم الجامعات الأهلية، وصف العديد من الموظفين استكمال دراساتهم الجامعية بالخيال والأحلام، بينما تم الإعلان عن عودة التعليم بالانتساب خلال العام الجاري، إلا أن الأمر اقتصر على عدد محدود جدًا من الجامعات دون الأخرى.

الأزمة تتصاعد

وجددت جائحة كورونا الأزمة من جديد، وسط مطالبات بخفض الرسوم الدراسية خاصةً في ظل الإجراءات الاحترازية التي اقتضت عدم تحمل تلك الجامعات أية مصاريف تشغيلية نظرًا لإقرار آلية التعليم عن بعد خلال الجائحة.

آليات جذب

وبمقارنة بأسعار الجامعات الأهلية بأسعار الجامعات في الخارج، فإنه بالنسبة لـ«الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا» الشهيرة، فإن دراسة 5 سنوات بتلك الجامعة يعادل دراسة سنة واحدة في الجامعات الأهلية بالمملكة. ومن هذا المنطلق، ظهرت العديد من الدعوات للاستغناء عن التعليم في الجامعات الأهلية والاتجاه للجامعات في الخارج، بينما ظهرت التساؤلات عن كيفية التحويل من الجامعات الأهلية إلى الحكومية.