في البداية أود أن أبدي استغرابي من عادة تنتشر لدى كثير من الخليجيين اليوم.. يحمل الخليجي في جيبه محفظة صغيرة الحجم، إلى هنا والأمر طبيعي.. الغريب أنه يضع فيها كل متعلقاته.. بطاقات الصرف الآلي.. بطاقات الفيزا والماستر كارد وبقية البطاقات الائتمانية.. مبالغ مالية.. عملات أجنبية، رخصة القيادة.. كارت العائلة، بطاقة الأحوال المدنية، بطاقة العمل.. وهناك من تحتوي محفظته على عدد من بطاقات التأمين والتخفيض.. كروت البزنس كارد.. ربما صور تذكارية لأطفاله.. عدد من وصولات البنوك.. أوراق أخرى.. أعرف شخصاً يضع فيها نسخة من مفتاح سيارته.. وأتذكر ـ والله ـ شخصا أخرج من محفظته عود أسنان! وهناك من يضع فيها أدوية.. ولكثرة ما تئن به هذه المحفظة، ولثقل حجمها تشاهد الكثير من الخليجيين وكأنه يحمل صخرة ضخمة في جيبه.. بل إنها تشوه أناقة الإنسان ومظهره! فإذا ما ضاعت هذه المحفظة ضاع معها كل شيء!

ولا أعرف السر في هذه العادة الغريبة والمُضرة في نفس الوقت.. وحينما تسأل أحدهم لماذا يضع كل متعلقاته وبطاقاته في محفظة واحدة، يجيبك: "آخذها معي احتياط.. يمكن احتاجها"! لكنه لا يحتاجها، وإن احتاج إليها فالحاجة لا تشفع المغامرة بها طوال الوقت!

شكا لي أحد المواطنين قبل أيام من سرقة محفظته.. ولكي تدرك حجم المصيبة يجب أن تعرف محتوياتها.. كانت تحوي ستة بطاقات صراف لبنوك مختلفة وبطاقتى ائتمان أحدهما فيزا والأخرى ماستر كارد! هذا غير المبالغ النقدية التي كان يحملها في المحفظة، ولا أعرف كيف تتسع المحفظة لمبلغ بذلك الضخامة!

قصة المواطن غريبة وتستحق أن نفرد لها مقالا خاصاً بها يوم غد.. وحتى ذلك أخرج محفظتك من جيبك واستعرض ما تحتويه.. واسأل نفسك هل أنت بحاجة لأن تحمل كل هذه المحتويات؟!