وضعت عودة مدرب التعاون البرتغالي خوزيه جوميز لقيادة «الذئاب» للمرة الثالثة، استفسارات مهمة في الوسط الرياضي، حول ما إن كانت عودة المدربين الأجانب للأندية السعودية خصوصًا تلك التي بدأوا تجاربهم في ملاعبنا معها وحققوا لها النجاحات خلال تجربتهم قد باتت موضة وعقدة لا يمكن فكهما، فكلما تراجع أداء فريق معين أعاد مدربه السابق الذي أقاله أو انتهى عقدهما دون تجديد في حينه. إلا أن الغريب أن الفشل، وبشكل كبير، ما يزال حليف التجربة الثانية أو الثالثة وربما يصل إلى الرابعة والخامسة للمدرب مع الفريق نفسه، والأمثلة كثيرة حتى على الصعيد العالمي، ومع ذلك لم تتعظ الأندية من تجاربها السابقة، وما زالت تحت وطأة عقدة إعادة المدربين لخوض تجارب جديدة معهم، وكأنها تطبيق المقولة الشهيرة «ما في بهالبلد إلا هالولد».

داهية النمور

التجارب السابقة أثبت أن المدرب العائد نادرًا ما يكرر النجاح وتقديم المستويات اللافتة وتحقيق البطولات مع ناديه كما حدث في التجربة الأولى، فالداهية البلجيكي ديمتري الذي تولى زمام الإدارة الفنية في الاتحاد عام 1997، وإلتهم البطولات رغم قوة منافسيه آنذاك، وقاد فريقه للتتويج بكأس الاتحاد، ثم كأس ولي العهد، انتهاء ببطولة الدوري، ليغادر النادي بعدها لموسم واحد غاب الفريق فيه عن البطولات، وعاد ديمتري للاتحاد بعد عامين فواصل العميد سلسلة البطولات بتحقيق كأس الاتحاد، وتحقيق أول بطولة خارجية للفريق ممثلة في البطولة الخليجية، وبطولة كأس الكؤوس الآسيوية التي كانت أول ألقاب الاتحاد الآسيوية، قبل أن يختم إنجازاته بفوزه بلقب الدوري. وكان العام 2007 آخر الذكريات الجميلة لديمتري مع الاتحاد رغم خسارته نهائيين أمام غريمه التقليدي الأهلي، إلا أنه نجح في نهاية الموسم بحصاد كبرى البطولات مسابقة الدوري بعد فوزه على الهلال الذي نجح ديمتري في تحقيق 3 بطولات دوري أمامه، كما نجح في إقصائه من دوري أبطال آسيا، فيما كانت التجربة الأخيرة في 2011 محبطة ولم ينجح الداهية كما يروق للاتحاديين تسميته في تحسين وضع النمور حينها وأعلنت إدارة محمد بن داخل في حينها أنها اتفقت معه على فك الارتباط لمصلحة العميد.


تجربتان فاشلتان

حقق المدرب الروماني فيكتور بيتوركا إنجازات كبيرة في بلاده بعدما قاد منتخب رومانيا الأول أكثر من مرة، وكذلك نادي ستيوا بوخارست، وفي عام 2014 وخلال محطته الثالثة مع منتخب رومانيا قبِل عرضًا مغريًا من الاتحاد ليتولى تدريبه رغم إغراءات الأندية الأوروبية، لكنه لم يعمّر طويلًا مع «العميد» وأقيل بعد 7 أشهر فقط، بسبب تردّي نتائج الفريق، وكانت الخسارة القاسية أمام الهلال 1/ 4 نقطة النهاية في علاقته بالاتحاد، الذي فاجأ الجميع بإعادته مرة أخرى على حساب مواطنه المخضرم لازلو بولوني، إلا أن التجربة لم تدم.

عودة محبطة

المدرب الصربي نيبوشا موسكوفيتش قاد الأهلي في موسم 2007 لبطولتين ثمينتين أمام المنافس التقليدي الاتحاد «كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد، وذاع صيته بين الأهلاويين وعرف بصرامته وقوة تصريحاته المستفزة وتحدياته لمنافسيه خصوصا الجار الاتحاد، ليرحل عن الراقي بعد البطولتين، إلا أن الأهلاويين الذين تراجع مستوى فريقهم الفني بعد رحيله ولم يستطع تحقيق الإنجازات عادوا في 2013 للاستعانة به، إلا أن تجربته الثانية لم يكتب لها النجاح واستمر الضعف الفني، وعدم القدرة على تحقيق الألقاب ليرحل بعد تجربة ثانية فاشلة في نهاية الموسم.

ورطة جروس

مع مطلع موسم 2014 جلب الأهلي مدربًا لم يكن معروفًا على الصعيد السعودي، وهو السويسري كريستيان جروس الذي أعاد للأسود تحقيق بطولة الدوري بعد 30 عامًا، وخطف كأس الملك في موسم 2016، وكأس ولي العهد في 2015، وسجل رقمًا مميزًا بعدد المباريات المتتالية دون خسارة 51 مرة، ورحل بعد تحقيق الدوري وكأس الملك، إلا أنه عاد مجددًا في نفس العام ليقود الفريق خلفا للبرتغالي خوزيه جوميز، وحل ثانيا في الدوري موسم 2017 وكأس الملك في نفس الموسم، وعاد مرة ثالثة للراقي في نهاية 2019 لكنه فشل في إعادة الفريق للبطولات وأقيل بعد ذلك.

إقالة النهاية

خلال فترات متقطعة استعان الهلال بالبرازيليين كندينو وأوسكار اللذين دربا الهلال في 4 فترات متقطعة ثم الروماني بيلاتشي الذي درب الهلال في 3 فترات متقطعة وكانت الفترة الأخيرة فاشلة لجميعهم وانتهت بالإقالة علما بأن كندينو أكثر مدرب أمضى وقتا مع الهلال في حين أن بيلاتشي أكثر مدرب خاض بطولات.

وخاض المدرب البرازيلي المخضرم ماركوس باكيتا تجربتين مع الهلال، ففي المرة الأولى قاد»الزعيم«خلال موسم 2005، وبعد رحيله بموسمين عاد النادي ليستعين بخدماته في تجربة لم تدم طويلًا.

فشل ورحيل

في 2012 تعاقد النصر مع المدرب الأوروجوياني دانيال كارينيو الذي استمر معه حتى نهاية موسم 2014 ونجح معه في إعادة العالمي إلى منصات التتويج، وحقق معه كأس ولي العهد، والدوري في موسم 2014، ورحل بعد ذلك ثم تجول بين الأندية الخليجية والشباب السعودي، ليعود لقيادة العالمي مرة ثانية موسم 2018 في تجربة لم تستمر طويلًا ورحل مقالًا بعد فشله في إعادة الفريق إلى طريق البطولات.

تونسي ناجح

وفق الفتح في التوقيع مع المدرب التونسي فتحي الجبال موسم 2008 وصعد به من الأولى إلى دوري المحترفين، ولم تتوقف الانجازات عند هذا الحد بل توج مع النموذجي بطلًا لدوري المحترفين 2013 وكأس السوبر السعودي في نسخته الأولى في نفس العام، قبل أن يرحل عن النموذجي منتصف 2014، وخاض عدة تجارب محلية وخليجية قبل أن يعود مرة ثانية للنموذجي موسم 2018، إلا أنه لم ينجح في تجربته الثانية وأقيل في منتصف 2019.

تجربتان أرجنتينيتان

خاض الأرجنتيني المعروف إنزو هيكتور تجربتين مع الشباب الأولى موسم 2007، وأمضى على رأس الجهاز الفني لليث موسمين حقق فيهما عدد من الإنجازات، قبل أن يترك الفريق ويعود للعمل في بلاده، ومن ثم استعان به الشباب من جديد عام 2011.

محطتان مختلفتان

المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو قاد الشباب في محطتين مختلفتين تخللتهما تجربة قصيرة مع نادي الزمالك المصري انتهت بـ «هروب»، خلَّف وقتها ضجة واسعة في الإعلام المصري، ولم يوفق مع الليث خلال الفترتين اللتان استعان به خلالهما الشباب.

التجربة الثالثة

ظفر التعاون بخدمات المدرب البرتغالي خوزيه جوميز في 2014، وأسهم في تحسن أداء الفريق بشكل كبير، حيث تمكن النادي من تحقيق المركز الرابع في الدوري السعودي والحصول على مقعدٍ آسيوي لأول مرة في تاريخ الذئاب، قبل أن يرحل في نهاية موسم 2016 ويخوض تجربة لم يكتب لها النجاح مع الأهلي، ثم عاد منتصف 2017 للسكري مرة أخرى، إلا أن التجربية الثانية لم تكن مقنعة ولم يوفق خلالها المدرب البرتغالي ليرحل في منتصف 2018، وتأتي تجربته الحالية بعد عودته للتعاون للمرة الثالثة فهل يكتب لها النجاح أم أنه سيسجل الفشل في ثالث التجارب.

تجارب عالمية

هناك عدد من تجارب العودة على الصعيد العالمي فمثلا المدرب الإنجليزي كيفن كيجان​ الذي قاد ​نيوكاسل​ من 1992إلى 1997، وكاد يفوز بلقب ​الدوري الإنجليزي الممتاز​ أثناء أول فترة له في قيادة الفريق قبل أن يتراجع أداءه في المبارايات الأخيرة من الموسم وخسر الدوري بفارق 12 نقطة.

بالرغم من ذلك غادر كيجان سانت جيمس بارك كبطل في عام 1997، لكنه عاد في 2008 ليبقى ثمانية أشهر فقط بسبب خلافات مع الإدارة.

و​الاسكتلندي كيني دالجيش​ أشرف على ليفربول من 1985 وحتى 1991 وقاد الريدز إلى الفوز بالدوري والكأس في موسمه الأول، وفاز باللقب مرتين في عامي 1988 و1990، لكنه عاد للفريق بعد 20 عامًا وتحديدًا في 2011 وتم تعيينه مدربًا مؤقتًا بعد إقالة ​روي هودجسون​ وفي الموسم الذي تلا ذلك طرد الاسكتلندي بعد أن أنهى ليفربول الدوري في المركز الثامن.

4 مرات

عاد فرانشيسكو جيدولين لتدريب فريقه باليرمو 4 مرات! غادر جيدولين لأول مرة بعد الفوز بدوري الدرجة الثانية الإيطالي وقاد باليرمو إلى المركز السادس في الدرجة الأولى.

المرة الثانية طرد بعد سوء أدائه في أبريل 2007 لكنه أعيد بعد شهر واحد فقط ولكن النهاية المخيبة للآمال للحملة أدت الى إقالته مرة أخرى.

تمت إعادته للمرة الرابعة واستمر 4 أشهر.

طرد مورينيو

وصل مورينيو إلى تشيلسي عام 2004 واصفا نفسه بأنه «المدرب المميز» بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا مع فريق بورتو في وقت سابق من ذلك العام. فاز بالدوري الممتاز في أول موسمين له قبل أن تبدأ الأمور بالتوتر في 2007.

وفي الموسم الرابع طرد بسبب الأداء السيء، وعاد مورينيو إلى تشيلسي في عام 2013 وفاز مرة جديدة باللقب في الدوري الممتاز في موسمه الثاني لكنه طرد مجددًا في 2015 بسبب النتائج السيئة.

عدم محبة

فاز الإيطالي كابيلو مع مدريد بلقب الدوري في 2007 لكن هذا لم يمنع الإستغناء عنه. وعاد كابيلو في 2006 لكنه لم يكن يتمتع بمحبة الجمهور أو الإعلام، ورغم فوزه بالدوري، إلا أنه طرد مجددًا.

- جوميز يخوض ثالث تجاربه مع الذئاب

- جروس وفق مع الأهلي في تجربة وفشل في إثنتين

- ديمتري قاد الاتحاد للأمجاد ثم غادر بعد فشل أخر التجارب

- كارينيو قاد النصر للعودة للذهب ثم فشل في ثاني تجاربه

- الإقالة كانت مصير مدربين عدة عادوا للهلال

- باتشيكو فشل مرتين مع الليث

- هيكتور قاد الشباب للبطولات ولم ينجح في التجربة الثانية

- الجبال صعد بالفتح إلى الأمجاد لكنه فشل في ثاني حضور

- مدربون عالميون عادوا لأنديتهم مجددًا وفشلوا وطردوا