في المقال السابق تحدثت عن قصة «بارنز»، الذي كان لديه هدف محدد ورغبة جامحة في تحقيقه، حيث لم يقل «سأكون جاهزا لأي فرصة أخرى في حال خسارتي مع أديسون»، بل كان يردد «أن هناك شيئا واحدا أريد الحصول عليه، وهي الشراكة مع توماس أديسون، وأراهن بمستقبلي في سبيل تحقيق هذا الهدف».

أتذكر قصة تتردد حول حث النفس على النجاح، والوصول إلى أهدافها، تعود لأحد المحاربين القدامى، عندما اتخذ قرارا مهما ساعد في نصرة جيشه، حيث كان جيشه يستعد لمعركة مصيرية مع عدو قوي، يغلبهم عددا، وعندما وصل المحارب وجنوده إلى شواطئ العدو على قوارب يستقلونها، أصدر أوامره بحرق القوارب، وقال لهم: «لن نترك هذه الشواطئ أحياءً إلا إذا انتصرنا.. النصر أو الهلاك!»، وانتصر الجيش.

بالإضافة للرغبة في تحقيق أهداف محددة، فالنجاح، كما ذكرت، هو نتاج تفكير، وقدر كبير من التخطيط والتمني والرغبة والأحلام!، فكل ناجح حالم، والحالمون الفعليون هم من يستطيعون تحويل أحلامهم إلى حقيقة، وهم صناع الحضارات.

«كولومبوس» حلم بعالم مجهول، وخاطر بحياته لإيجاد أمريكا، وحلم «هنري فورد» بعربة لا تُجرّ، ونجح في ذلك ونجاحه يسود العالم، وكذلك «ماركوني» و«أديسون» كانا حالميْن.

حلم «ماركوني» موجود في كل مذياع، وتلفاز، وهاتف خلوي حول العالم، كيف لهذا العالم أن جعل شعوب العالم جيرانا؟!، من خلال ابتكار عظيم تنشر عبره الأخبار والمعلومات والترفيه حول العالم. «ماركوني»، الذي احتجزه أصدقاؤه في مصحة نفسية، للكشف عن قواه العقلية، فكيف للرسائل أن ترسل عبر الهواء - بزعمهم - دون أي سلك أو وسيلة اتصالات مادية؟!.

«توماس أديسون» ابتكر المصباح الكهربائي الذي غير حياة العالم إلى الأبد، إلا أن هذا الابتكار جاء بعد 10 آلاف محاولة فاشلة، فالحالمون لا ينسحبون حتى تتحول أحلامهم إلى حقيقة!.

واحد من أكثر أسباب الفشل شيوعا لدى الحالمين الانسحاب عند التعرض لأول هزيمة أو فشل، الفشل وقود النجاح، ففي كل تعثر هناك دروس خفية، تستفيد منها لبلوغ أهدافك، والأهم أن تجد تلك الدروس، ليكون لفشلك قيمة!.