رغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه من أطراف دولية عديدة، سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة لأمينها العام.

وقدم عباس الطلب لبان كي مون في مكتبه بالأمم المتحدة في مغلف يحمل شعار دولة فلسطين، ليفتحه الأمين العام للمنظمة الدولية ملقيا نظرة سريعة على الطلب.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أنه سيتم التعامل مع الطلب بسرعة وإحالته إلى مجلس الأمن.

وفي المقابل جددت الولايات المتحدة دعوتها للرئيس الفلسطيني للعودة إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس "بعد أن تنتهي الخطب اليوم، سيتعين علينا أن نقر جميعا بأن السبيل الوحيد نحو إقامة دولة يمر عبر المفاوضات المباشرة لا عبر طرق مختصرة".

وكان الرئيس الفلسطيني كشف قبل ساعات من تقديم الطلب عن ضغوط هائلة يتعرض لها للامتناع عن هذه الخطوة.




جدَّد رئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية أمس معارضة حركته لطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين من الأمم المتحدة، وقال للصحفيين عقب أداء صلاة الجمعة "الدولة الفلسطينية لابد أن تكون ذات سيادة كاملة وألا تكون إقامتها على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين". وتابع "ما يجري في أروقة الأمم المتحدة فيه مساس بكرامة الشعب الفلسطيني، فهو لا يتسول الدولة ويرى أن مستقبل دولته مربوط بصموده ومقاومته، الدولة تنتزع ولا توهب ولن تأتي في سياق هذه المساومات، الدول لا تقام بالقرارات الأممية، بل تحررأرضها وتقيم كيانها".

من جانبه كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تعرضه لضغوط هائلة قبيل ساعات من تقديمه للطلب الفلسطيني بالحصول على وضع دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وقال "قبل أن نأتي ومنذ وصولنا إلى نيويورك ونحن نتعرض لضغوط هائلة تهدف لثنينا عن قرارالذهاب إلى مجلس الأمن لتقديم طلب العضوية الكاملة"، وأضاف "الإدارة الأميركية عملت كل ما تستطيع من أجل تعطيل هذا المشروع وإيقافنا عن إنفاذ ما قررناه ولكننا ذاهبون بدون أي تردد ومستمرون مهما كانت هذه الضغوط ومهما كانت العراقيل التي يضعونها أمامنا لأننا طلاب حق نريد دولتنا المستقلة. سنطالب بهذا الحق وسنقدم الطلب الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة ليقدمه بدوره إلى مجلس الأمن".

وجدَّد عباس التمسك بشرطي الاعتراف بحدود 1967 ووقف الاستيطان للعودة إلى المفاوضات وقال "لم يحدث تقدم في المفاوضات منذ مجيء الحكومة الإسرائيلية الحالية. قدموا لنا مشاريع كثيرة ومختلفة ولكنها كلها بعيدة عن المضمون والمنطق والعقل والشرعية الدولية". وتابع "يتحدثون عن يهودية إسرائيل وقلنا لهم ونقول بصراحة إننا لن نعترف بالدولة اليهودية".

إلى ذلك رفضت إسرائيل أمس رسمياً اقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول إعطاء الدولة الفلسطينية وضع "دولة مراقب" في الأمم المتحدة.

وبالمقابل لقي اقتراح ساركوزي ترحيباً من قبل الفلسطينيين الذين أعلنوا عن استعدادهم للعمل على اقتراحات الرئيس الفرنسي. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "نقدر الأفكار التي وردت في خطاب الرئيس ساركوزي وسوف ندرسها بعمق وإيجابية".

وتظاهر مجموعة من اليهود الأرثودوكس قرب مبنى الأمم المتحدة منددين بالموقف الأميركي من عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقامت المجموعة بتوزيع منشورات مؤيدة للقضية الفلسطينية موضحين للجماهير ووسائل الإعلام التي حضرت المظاهرة أنهم يهود وليسوا صهاينة. وقال رجل الدين اليهودي دوفيد وايس في حديث لـ"الوطن" إن مجموعات يهودية كبيرة لن تعترف بإسرائيل حتى لو اعترف العرب بها، مشيرا الى أن الدولة الحالية هي سياسية لا علاقة لها بالديانة اليهودية والداعمين لها صهاينة وليسوا يهودا.