من المعلوم أن وجود الحدائق والمتنزهات في تلك المدينة (الرياض) ذو أهمية بالغة للإنسان تقام على أراض بيضاء مملوكة للدولة وهي متنفس للسكان يقضون فيها جزءا من أوقاتهم للراحة والاستجمام بخاصة بعد الفراغ من الأعمال اليومية، وفي أيام العطل الأسبوعية وتختلف الحدائق من حيث المساحة، فمنها الكبير ومنها المتوسط والصغير تحيط ببعضها أسوار من جميع جهاتها ذات أبواب يمكن غلقها عند الحاجة لتنظيفها وصيانتها، ونعلم أن مدينة الرياض الخضراء «الرياض الخضراء»، هو برنامج يشتمل على زراعة أكثر من 7,5 مليون شجرة، في كافة أنحاء العاصمة، وهذ هو أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى التي أطلقها الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- في مارس 2019، والتي تأتي في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية 2030 برفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم.

وتضم هذه المدينة عشرات الحدائق، ولا يزال إنشاء الحدائق فيها مستمرا كان آخرها خمس حدائق تحدثت عنها أمانة مدينة الرياض منذ أسابيع وتقع في جنوب المدينة، علما أن الحدائق الكبيرة تحتضن ملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة، وفيها أقسام للأطفال تتضمن مراجيح ومزالق ومصاعد ذات أشكال مختلفة من أجل ترفيه الأطفال وعادة تزرع مساحات كبيرة من الحديقة بالثيل والأشجار ذات الظل الوارف على الأطراف وحتى بداخلها، وهناك عمالة تعتني بسقيا الأشجار وتقليمها والثيل وتقصيصه أوتهذيبه وغالبا تحتوي كل حديقة على جزء مفروش بالرمل من أجل تحقيق رغبات الأطفال فتجد هذا يحفر وذلك يدفن والابتسامات تعلو وجوههم بل هم يتبادلون الضحكات بخلاف أرض ملاعبهم الرملية، وهكذا والحدائق تعتبر هي المتنفس لسكان المدينة ولذا يرتادها الكثير كبارا وصغارا رجالا ونساء مواطنين ومقيمين، ومن تلك الحدائق حديقة محمد بن القاسم الثقفي، وتلك الحديقة تعد من أجمل الحدائق وأكبرها وأقدمها في شرقي الرياض تتوفر فيها كثير من مقومات اللعب واللهو يحيط بها مضمار واسع وطويل على طول محيط الحديقة، وحقيقة حينما مررت بها اشقت لدخولها فأعجبني فيها كثير من المربعات الخضراء والأشجار اليانعة، غير أنه لفت نظري قلة الكراسي فيها بل رأيت فيها ما لا يسر فهناك مربعات خالية من الثيل ولكنها تحوي بعض الأشجار العالية، وبدلا من أن تكون أرضها مزروعة بالثيل إذا هي تغص بالمخلفات (أعقاب سجائر وأغطية علب الماء والمشروبات وغيرها إلى جانب أوراق الأشجار التي تنبئ عن عدم الاهتمام بتلك المربعات) والسؤال أليست هذه المواقع من أرض تلك الحديقة التي أصفها بالغناء واللوم هنا لا يقتصر على القائمين عليها فقط ولكن اللوم أكثر على مرتاديها الذين أعجزهم حمل مخلفات أكلهم وشربهم بخاصة أعقاب السجائر لما تحمله من أخطار تعبث الأطفال بها مع العلم أن التدخين ممنوع بالأماكن العامة، ومنها الحدائق نظرا لتسببه بإفساد الهواء على الزائرين والمفروض عليهم تركهم المكان نظيفا ليتركه من بعدهم نظيفا كما وجدوه نظيفا وهكذا وتخضير تلك المربعات أولى من وضعها الحالي أضمن لنظافتها (النظافة من الإيمان) وأمانة منطقة الرياض وعلى رأسها سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز العياف لا تألو جهدا أو لا تتوانى في توفير الحدائق والمتنزهات في أي جزء من المدينة لتكتمل خضرتها وتحقيق رؤية 2030 ولتكون متنفسا لسكان المدينة وزائريها، ولا يفوتنا العلم أن محمد بن القاسم الثقفي وهو من سميت هذه الحديقة باسمه هو قائد مسلم وشجاع، أتمنى لو كتب عنه ما لا يقل عن عشرين كلمة تحت اسمه ليتعرف عليه الشباب من مرتادي تلك الحديقة وعن فتوحاته العظيمة في شرق آسيا، وبالله التوفيق.