في قالب كوميدي لطيف قدم توم هانكس عام 2004 فيلم (The Terminal)‏ من إخراج ستيفن سبيلبرج، وهو فيلم مقتبس عن قصة مهران كريمي ناصري وهو مسافر إيراني عاش 18 عامًا في مطار شارل ديغول في باريس في الصالة رقم 1.

الفيلم يروي قصة رجل يسافر إلى نيويورك وفي أثناء السفر يحدث انقلاب في بلده، وعندما يصل إلى المطار يمنع من دخول نيويورك لأن السلطات الأمريكية لا تعترف بسلطة الانقلابيين، وترفض الاعتراف بالدولة الجديدة التي أعلنوها، فيقضي سنة في المطار حتى تتحرر بلده من الانقلاب، وتنال الاعتراف من جديد من قبل السلطات الأمريكية. غير بعيد عن الفيلم، أخذت مسألة الاعتراف بالدول أبعادًا كثيرة، ففي حين يكون لها بعد قانوني، فإنها ذات صلة متينة للغاية بالجانب السياسي الذي يطغى حتى على الجوانب القانونية.

مسألة ملحة

الاعتراف بأي دولة جديدة ناشئة، سواء نشأت عبر الحروب، أو الاتحاد، أو حتى الانقسام، والانقلابات والثورات وغيرها، يثير كثيرًا من المشاكل الملحة والمعقدة، خصوصًا أن الاعتراف بالدول مسألة سياسية قانونية في آن معًا. وتكتسب الدول عبر الاعتراف بها كيانها القانوني، ويصبح من حقها أن تحظى باحترام حدودها الدولية، وأن تكتسب شخصية قانونية دولية.

وينقسم العالم اليوم بين نظريتين، فيرى البعض أن الدولة الجديدة تصبح كيانا معترفا به في القانون الدولي نتيجة للاعتراف به من قبل الدول الأخرى، وبالتالي لا تحصل الدولة على كيانها القانوني إلا باعتراف الآخرين بها، بينما يرى آخرون أن الدولة تتلقى شخصيتها القانونية الدولية بحكم وجودها، فيما الاعتراف ينص فقط على هذه الشخصية القانونية ويسهم في اندماجها بين الدول. من هنا، يكون الاعتراف حسب الحالة الأولى هو «خلق حالة»، وحسب الثانية هو «تأكيد الحالة».

انتزاع الاعتراف

تصبح الدولة معترفًا بها رسميًا حين تنال عضوية الأمم المتحدة.

ولكن هذا الطريق للعضوية يمر عبر مراحل عدة، فيجب أولا أن تخاطب الدولة الناشئة مجلس الأمن، ومن ثم الجمعية العامة للمنظمة الدولية.

ويضم مجلس الأمن 5 دول دائمة العضوية تتمتع بحق النقض، وبالتالي يمكن لأي منها لو استخدمت حق النقض أن تؤدي إلى عدم انضمام هذه الدولة للجمعية العمومية حتى لو وافقت بقية الدول الأعضاء في المجلس وفي الجمعية العمومية.

وبالتالي فإن هناك دولا قائمة، لكنها لا تتمتع بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومنها مثلا أبخازيا وناجورني كاراباخ وأوسيتيا الجنوبية وترانسنيستريا الملدافية، حيث لا يزال النقاش دائرًا حول كونها دول كاملة أم لا، في المقابل فإن كوسوفو مثلا انتزعت الاعتراف لحصولها على اعتراف من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مستفيدة من العامل الجيوسياسي.

في المقابل، فإن هناك دولا فازت باستقلالها بعد حروب طويلة مثل إريتريا وتيمور الشرقية وجنوب السودان وأجبرت حكومات إثيوبيا وإندونيسيا والسودان على الاعتراف باستقلالها، وجاء الاعتراف الدولي بها نتيجة لتوازن الأطراف المتحاربة مع القوى السياسية الدولية وليس القانون الدولي فقط.

الاعتراف الدبلوماسي

ثمة فارق بين الاعتراف الدبلوماسي والاعتراف الرسمي بالدول وحكوماتها.

فمثلا يمكن لدولتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع بعضهما أن تتبادلا الاعتراف ببعضهما كدول رسميًا، ولا يكون تجديد الاعتراف بحكومة ما ضروريًا عندما تتغير بطريقة طبيعية ودستورية (كما في الانتخابات أو الاستفتاء العام)، لكنه ضروري عند قيام انقلاب أو ثورة. قد يكون الاعتراف بحكومة من قبل دول أخرى ضروريًا لضمان استمراريتها على المدى الطويل.

قد يكون الاعتراف ضمنيًا من خلال إجراءات أخرى مثلا أن يقوم رئيس دولة بزيارة الدولة الناشئة، أو يوقع معاهدة معها.

ويمكن أن تعترف الدول بالحكومات كما تعترف بالدول الأخرى، وقد يتسبب ذلك بمشاكل خاصة عندما تصل الحكومة الجديدة إلى السلطة من خلال وسائل غير قانونية، كما في حالة الانقلاب، تعترف الدول اعترافًا رسميًا بالدولة الجديدة وبحكومتها مرة واحدة، لكن دولا أخرى لا تتبع هذا الإجراء.

والاعتراف بالحكومة هو قرار صادر عن إحدى الدول تقبل بموجبه التعامل مع سلطة جديدة كدولة ذات كيان سياسي تتمتع بالأهلية القانونية ومستكلمة مقومات الدول. وهو يمنح الدولة المعترفة بها/الجديدة في المجتمع الدولي حقوقًا مختلفة، كحق تبادل التمثيل الدبلوماسي وحق الانضمام إلى عضوية المنظمات الدولية والإقليمية وحق المفاوضة مع الدول الأخرى، كما يلقي عليها بالمقابل واجبات والتزامات تتحمل مسؤوليتها.

دول غير معترف بها نهائيًا من الأمم المتحدة

1991 - جمهورية مرتفعات قرة باغ (ناجورنو قرة باغ)

ليست مستقلة عن أذربيجان، طبقًا للأمم المتحدة.

1991 - صوماليلاند

صوماليلاند ليست مستقلة عن الصومال

معترف بها من دول غير أعضاء في الأمم المتحدة

1990 - ترانسنيستريا

ليست مستقلة عن مولدوفا طبقًا للأمم المتحدة

معترف بها من قبل أبخازيا وأوستيا الجنوبية.

1992- أبخازيا

ليست مستقلة عن جمهورية جورجيا طبقا للأمم المتحدة

معترف بها من قبل روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وسورية وأوستيا الجنوبية وترانسنيستريا

2008- كوسوفو

ليست مستقلة عن صربيا.

معترف بها من قبل 98 دولة عضوًا بالأمم المتحدة و(تايوان).

2014- جمهورية نوفوروسيا الاتحادية

معترف بها من روسيا وأوستيا الشمالية

1983- قبرص الشمالية

معترف بها فقط من قبل تركيا ومؤتمر العالم الإسلامي، وجمهورية ناخشيفان التابعة لأذربيجان.

1991- أوسيتيا الجنوبية

ليست مستقلة عن جمهورية جورجيا طبقا للأمم المتحدة

معترف بها من قبل روسيا وفنزويلا ونيكاراغوا وناورو وتوفالو وسورية، وأبخازيا وترانسنيستريا.

أعضاء في الأمم المتحدة غير معترف بها من قبل بعض الدول

1974- قبرص

غير معترف بها من قبل تركيا وقبرص الشمالية

1993- التشيك

غير معترف بها من قبل ليختنشتاين

1993- سلوفاكيا

غير معترف بها من قبل ليختنشتاين

1993- ليختنشتاين

غير معترف بها من قبل التشيك وسلوفاكيا

1948- إسرائيل

ليس لديها علاقات دبلوماسية مع 32 دولة

غير معترف بها من قبل 24 دولة

1948- كوريا الشمالية

غير معترف بها من قبل إستونيا وفرنسا واليابان وكوريا الجنوبية.

1948- كوريا الجنوبية

غير معترف بها من قبل كوريا الشمالية

1949- جمهورية الصين الشعبية

غير معترف بها من تايوان