في بلادنا الغالية والعالية، بإذن الله تعالى، بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية حيث بعث سيد الخلق حبيبنا ونبينا محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، وقبلة المسلمين في أنحاء المعمورة حيث يتجهون في صلاتهم إلى بيت الله الحرام تتجدد ذكرى عزيزة على نفوسنا، إنها ذكرى تأسيس هذه البلاد وتوحيدها على يد الإمام المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، وستوافق هذه الذكرى العزيزة، بإذنه تعالى، لهذا العام الخميس 16 صفر 1443 هجري، وهي الذكرى الـ91 لتوحيد بلاد الحرمين الشريفين تحت راية الإسلام «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

جمع قلوب وعقول أبناء هذه البلاد الغالية على كلمة الحق وأصبحت هذه البلاد وحدة متكاملة تسير على منهج قويم مطبقة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف كما ورد في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ومطبقة لسنة سيد خلقه رسول هذه الأمة الصادق المصدوق محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، والملك عبد العزيز، يرحمه الله تعالى، كان قائدا فذا مميزا محنكا له رؤية صائبة قد وضعت السعودية في الطريق الصحيح حتى تصل إلى المكانة التي تستحقها في العالم المتطور.

وعلى الرغم من أنه لم يترك العالم العربي والإسلامي فإن الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، أدهش زواره بذكائه ومعرفته بالقضايا العالمية وأثبت أنه رجل دولة مواكب للعصر، فهو شخص مهذب ومعتدل وذكي ومقدام وشجاع، وقد عزز قدراته العديدة إخلاصه العميق لله، سبحانه وتعالى. وقد وضع البنية التحتية لبلاده أثناء حكمه، يرحمه الله.

وقد نهج أبناؤه نهجه- الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، والآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

نعيش في هذا الوطن أعلى قمم الأمجاد عهد خير وبركة، والملك سلمان ملك الحزم والعزم رجل لن نفيه حقه، رجل أحبه شعبه، وأحبته الأمة العربية والإسلامية؛ رجل اتسم بالحكمة والشجاعة، وهو رجل المهمات الصعبة.. لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكل همه شعبه، وأمته العربية خصوصا، والإسلامية عامة، ونحن فخورون جدا بقائدنا وملكنا وبولي عهده الأمين صاحب (رؤية المملكة 2030)، وتلك الخطوة الطموحة ذات الثلاث ركائز: اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي، ووطن طموح، التي نتطلع من خلالها إلى أن تكون المملكة قوة استثمارية رائدة، ورابطاً بين قارات العالم الاقتصادي المزدهر ليس تصديراً للنفط وتكريره فحسب، بل توطينا للصناعات، وهذا عين الطموح وولي العهد نظراته ثاقبة، وقد حارب الفساد بكل قوة، ومستمر في ذلك وطموحه وضع بلادنا في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها والعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل بين كل دول العالم الصديقة.

بلادنا تسير بخطى ثابتة إلى الأمام رغم الظروف الصعبة التي تجتاح العالم هذه الأيام وبخاصة جائحة كورونا، فإننا نشكر الله أولاً وأخيراً، ثم قيادتنا الرشيدة التي بذلت قصارى جهدها لمكافحة هذا الوباء الذي انهارت بسببه المنظومة الصحية والاقتصادية في معظم بلدان العالم، وكان الإنسان هو الأهم عند السعودية العظمى بلد الأمن والأمان والخير (ومن أجل الإنسان يهون كل ما دونه)، كما قال سلمان الحزم والعزم.

إننا نفخر ويحق لنا الفخر بحكومتنا الرشيدة، وما وصلت إليه بلادنا من تطور في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتعليمية والمعمارية والصحية، وكل ذلك بفضل الله، سبحانه وتعالى، ثم بفضل قادة هذه البلاد- حفظهم الله- وبسواعد أبناء هذا الشعب الوفي.