التقدم التقني والتكنولوجي هو ما يميز عصرنا عن بقية العصور، ولكن عندما يتم استخدام هذه التقنية في غير مسارها تكن نقمة الشعوب.

في مجتمعنا السعودي، وتحديدا في السنوات الأخيرة، لاحظنا حسابات في الـ«تويتر» والـ«سناب شات» والـ«إنستجرام» تحمل أسماء قبائل، ووجدنا الشيلات الحماسية والنعرات القبلية تطل علينا مجددا، وتقديم أشخاص على آخرين، وتبجيل شخص وتهميش آخرين، وإحياء التطرف والتحزب القبلي، والمصلحة فقط تعود على أصحاب هذه الحسابات، لما يجدونه من مصالح شخصية من وراء هذه الحسابات المشينة.

أصبح الطفل والشاب ينشأ على ولاء لأشخاص وقبيلة، وكره وبغض وتنافس مع آخرين بدلا من أن ينشأ على ولاء للدين والملك والوطن، كما نشأنا في طفولتنا، حيث كنا لا نعلم إلا ولي أمر واحد وشعب واحد بكل أطيافه. والمستغرب أن هذه الحسابات، التي يرتزق أصحابها على حساب تلاحمنا وأمننا، تمجد أشخاصا ليس بإنجازاتهم، بل تمجدهم فقط، ولا تعلم لماذا؟!.

نتساءل: من سمح لهم بفتح هذه الحسابات؟ وهل القبيلة جميعها أتت بتوكيل لهذا الشخص الذي يحمل اسمها في حسابه؟!، وإن كان شيخ كل قبيلة قد سمح له فرضا، فشيخ القبيلة لا يملك آراء الناس، بل هو يمثل نفسه فقط، بينما الشعب له ولي أمر، ولديه جهات مختصة يلجأ لها.

أرجو إيقاف مهازل هذه الحسابات بكل برامجها.

ورجائي من شعب المملكة الكريم الوقوف جنبا إلى جنب كالبنيان المرصوص، وعدم الاعتراف بوسيلة إعلامية إلا التي تحت مظلة الدولة، ومقاطعة هذه الحسابات التافهة فورا.

فليبدأ كُلٍ بنفسه ابتداءً، حتى نظل في نعمة الأمن والرخاء.