يا ليت شعري لمن غنى باسم الحب الجميل لكل إنسان.. لو أن الود يلطف عن البوح والوصف.. يغرق في بحر الصمت والخيال إلا بعض أحاسيس ومشاعر.. تخطر على بال.. هي الصفة تتفرد بها على كل المخلوقات يا أنت يا إنسان.. ومن عجب أن يثنوا عليك بغير التشدد والغلو.. لو غنيت له ذات يوم ما!.. وكأن الحب الراقي إثم وبهتان .. فهل أنت تدرك قيمة هذا التميز .. الذي به لا يظلم الإنسان أخيه الإنسان.. ولا يكون شحيح إحسان ..ثم لا يفضي به الحال إلى سم يسري في البنيان والجنان أو يهد الروح والبدن في آن ..فالمحب كم يلقى من الليل كسوف.. ومفارق وظروف.. وبعدًا يتلفه ..وقد كان الأمل.. قلب طيب باب الهجر لا يعرفه.. فإذا صدمة الواقع ضيعت حياته وأضاعت عناوينه على مرسى الفراق ومحبينه.

نعم ملتزمون بالدين لكن نحب.. والله نحب ..والمعدن الذهب.. يبقى ذهب.مهما الجيل انقلب.. في قيمه ومبادئه.. فلا يدنس الحب النبيل بسوء الأخلاق .. فالحب منه براء.

وقد ثبت في حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم..» فعن ثم أن الحب هو علاقة بين العبد وربه قال تعالى (والذين آمنوا أشد حبًا لله ) كذلك بين العبد ورسوله.

فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) وعلى هذا نقيس أصول المحبة.