تفاجأ زوج في يوم من الأيام بوصول رسالة على هاتفه، تفيد بتحديد موعد جلسة محكمة بخصوص دعوى خلع أقامتها زوجته، التي جمعته بها سنوات طويلة، ولم تتخللها أي مشكلات أو خلافات سابقة. وعند مواجهته الأمر، اكتشف أنها قامت بذلك لأنه متزوج عليها، وما زاد من صدمته أنها كانت على معرفة بذلك منذ بداية زواجه بضرتها. وفي موعد الجلسة، وكّل كل منهما محاميا، ليحضر عنه الجلسة، وحضر الزوجان في موعد الجلسة، المنعقدة عن بُعد، إلى جانب بعضهما في غرفة المعيشة، بعد أن أعدت الزوجة القهوة.

قصة طريفة

كشف المحامي والشريك المؤسس لشركة «مشار للمحاماة والاستشارات القانونية»، ياسر الحراملة، أن الزوج شعر بنوع من الصدمة حتى أنه اعتقد في قرارة نفسه أن الرسالة نتيجة خطأ، لعدم وجود خلاف بينه وبين زوجته، بل كان التوافق والانسجام هو الطابع الغالب على هذه العلاقة، إلا أنه بعد فترة من الزمن تلقى رسالة أخرى من المحكمة، تتضمن تفاصيل الجلسة وبيانات المدّعي، وزادت صدمته بعدما تأكد أن المدعي هي بالفعل زوجته التي كانت تطالب، في دعواها، بالخلع من زوجها، مما دعاه لمواجهة زوجته، وسؤالها عن أسباب طلبها «الخلع»، لتفاجئه الزوجة أن السبب هو زواجه من امرأة أخرى، وخيرته بين الخلع أو تطليق ضرتها.

مفاجأته بالدعوى

أشار «الحراملة» إلى أن الزوجين مرتبطان منذ أكثر من 10 سنوات، ولديهم 4 أطفال، ولم يكن سرا على الزوجة المدعية أن زوجها قد تزوج عليها، بل كانت على معرفة بذلك منذ بداية زواجه بضرتها، إلا أنها لم تتقدم برفع دعوى الخلع إلا بعد مرور سنة ونصف السنة من زواج زوجها، مضيفا أن الزوجة قررت عدم مواجهته، بل فضلت أن تضع زوجها أمام الأمر الواقع، وذلك من خلال مفاجأته بهذه الدعوى على حين غفلة.

ولفت إلى أن الزوج برر زواجه بضرتها بأن الله أنعم عليه بالمال، وزادت مصادر دخله، وهو قادر على الزواج والعدل بين الزوجتين. وقد انتهت القضية بالتراضي والصلح بين الزوجين، حيث قدم الزوج مبلغا لزوجته الأولى مقابل أن تسحب القضية.

حضور الجلسة

يتابع: «الأمر الغريب وغير المتوقع في الموضوع أن الزوجة والزوج قد وكّل كل منهما محاميا، ليحضر عنه الجلسة، وحضر الزوجان في موعد الجلسة، المنعقدة عن بُعد، إلى جانب بعضهما في غرفة المعيشة. وبعد أن أعدت الزوجة القهوة، جلس كل من الزوجين يتابع أداء محاميه في الجلسة، وينتظران بكل شغف النتيجة التي سينتهي إليها القاضي، ناظر القضية، وهما يشاهدان العراك المحتدم بين محاميهما».