في شعبان من عام 1374 للهجرة تولى شاب لا يتجاوز عمره العشرين عاماً إمارة مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في وقت مرت فيه المنطقة بكثير من التحديات، وهذا ما يدل على ثقة القيادة في ذلك الوقت بنظرة ذلك الشاب الطموح.

لأكثر من 5 عقود شهدت الرياض في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أميراً لها في ذلك الوقت- تحولات في شتى المجالات جعلت منها واحدة من أهم العواصم العربية والعالمية.

شهد خادم الحرمين الشريفين على تسارع وتيرة النمو والازدهار في المنطقة، وكيف أنها تصبح أكثر سرعة مع مرور الوقت، ومن فترة زمنية من أخرى مرت فيها الرياض بتحديات عدة، تختلف سرعة هذه الوتيرة نسبة وتناسبا مع الظروف المحيطة.

في عام 1432 للهجرة سلم خادم الحرمين الشريفين الراية لأخيه الأمير سطام بن عبدالعزيز- رحمه الله- أميراً للرياض، وعُين بعدها ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، بعد عقود طويلة من ملازمته لوالده الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم، والملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد وعبدالله- رحمة الله عليهم- من بعده.

كانت علاقته- حفظه الله- بإخوته إنسانية فكان أكثر قرباً لهم يخدمهم في السراء والضراء، وهنا أتذكر مناسبة حضرتها قبل ما يقارب 12 عاماً للاحتفال الذي أقامه الأمير نايف بمناسبة عودة الأمير سلطان- رحمهما الله- إلى أرض الوطن سالماً بعد رحلته العلاجية، وأتامل علاقة خادم الحرمين بأخيه الأمير سلطان طوال تلك الرحلة العلاجية حتى وصوله لمقر ذلك الاحتفال، فقد كان ملازماً له في كل خطوة يخطوها.

وعلى تلك الخطى- خُطى والده- يسير اليوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بثبات نحو تحقيق رؤية 2030، وكما يقول شاعر الوطن مشعل بن محماس الحارثي واصفاً الأمير ونشأته في بيت والده:

لقا معه الحكم من خلقته بين أربعة جدران

تتلمذ من على يمنى زعيمه وإمبراطوره

قطامي يفرق مدلهم الغيم بالجنحان

ليا علق بها كبد السما ما طارت طيوره

قبل أسابيع نشر برنامج التحول الوطني على حسابه عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة تجمع أهم المراكز والهيئات والأنظمة والمبادرات التي أطلقها البرنامج نحو تحقيق رؤية 2030، شملت قطاعات الصحة، العدل، الاتصالات وتقنية المعلومات، الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وغيرها من القطاعات الأخرى.

وأنت تنظر في كمية هذا المنتجات من هيئات ومراكز ومبادرات، تدرك كمية التحول الذي تشهده المملكة اليوم، وكيف أن وتيرة النمو والازدهار أصبحت أكثر سرعة من أي وقت مضى بقيادة مهندس هذه الرؤية الذي رفع سقف أحلامنا وطموحاتنا.