‏منذ حقب زمنية بعيدة، وشبه الجزيرة العربية تحتل مركزًا تجاريًا حيويًا، ومكانة ثقافية مرموقة، ومهدًا دينيًا رفيعًا منذ ولادة الإسلام، بسبب موقعها الإستراتيجي، القلب النابض في العالم، فكانت مكانًا مناسبًا لحياة البشر منذ القدم، لأنها تتمتع بالكثير من الخيرات الطبيعية والذهب الأسود، والمعادن النفيسة التي أكسبتها أهمية اقتصادية، وجعلت منها محورًا مهمًا، يلعب دورًا جوهريًا على الساحة الدولية، لتحقق اتصالًا وثيقًا بين جميع الدول الأخرى.

‏وها هو التاريخ الأصيل يحكي لنا عن عاصفة شامخة، هبت فغيرت المسمى في الخارطة، وتبدلت في الحقيقة، ففي غضون عقود قليلة، تحولت جزيرة العرب من بيداء شاسعة إلى دولة متقدمة، ومن سكون في مهد السماء وحضن الأرض إلى جنة معمورة تترنم بالتقدم المذهل، تشعل شموع الإنجازات المبهرة، تبرق بالأعمال الجليلة، تتراقص بالإرث المكين، محلقة بقناديل من الرخاء، ازدهارًا ونماء، لتعزف لنا أسطورة حضارية، تحمل بصمة الأمير الواعد الشاب الطموح ليس لها مثيل تسابق الزمان.

‏من سليل المجد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - أول ملك للجزيرة العربية، بعد أن وحد مناطقها تحت مسمى المملكة العربية السعودية في 21 جمادى الأولى 1351 الموافق 23 سبتمبر 1932 واتخذ لقب «الملك»، فيصبح نظام الحكم ملكيًا، في أبناء الملك المؤسس وأبناء الأبناء، من الملك سعود حتى عهد قائد مسيرتنا الميمون، والدنا الغالي الملك سلمان رعاه الله، وولي عهده الأمين الأمير الطموح محمد بن سلمان، الذي لم يعرف طريقًا للمستحيل، فقد وهبنا من رحم التشدد والرجعية، آمال الحياة الوليدة بحلتها المنمنمة الحديثة.

‏في مثل هذا اليوم المجيد، الذي يأتينا من كل عام، تستعد بلادي ليوم زفافها الخالد، يعانقها بيرق من سندس تتوجه كلمة التوحيد البراق خفاقة، بين جميع الدول، ليقص لنا بزوغ فجر جديد مزركش ببطولات ملكها العظيم، صهيل الخيول، وفرسانها الأشاوس عن كيان العز والفخر، وإشراقة الأمجاد التليدة، ليفوح عطر الكلمات كل يوم، سارعي للمجد والعلياء، ويصبح النشيد الرسمي لها منذ عام 1984، كتبه الشاعر السعودي، إبراهيم خفاجي، ولحنه الموسيقار السعودي، طارق عبدالحكيم 1947.

‏فتغنى بحب السعودية العظمى النابع من صميم الذات، والولاء لولاة أمرنا العظماء، نعم هي لنا دار، فهي ذكرى خالدة في قلوبنا، عالقة في عقولنا عن توحيد البلاد، فهنيئًا لنا ببلاد الحرمين، بأرض البركات والأمن والأمان والخيرات، ديار الشيم والكرم ومنبع الأجداد، دام عزك يا وطن ودام حكامنا الكرام.

‏همسة:

‏نجدد البيعة والولاء والوفاء للملك سلمان حفظه الله، ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان أدامه الله، على السمع والطاعة في العسر واليسر وفي المنشط والمكره، ونؤكد دائمًا وأبدًا أننا على العهد باقون.