بدأت في محافظة القطيف حملة بيئية لإعادة تأهيل السواحل بأشجار المانجروف عبر جمع أكثر من 500 ألف بذرة مانجروف من غابات المانجروف بالمحافظة ومن ثم زراعتها بالمشتل الخاص بوزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية بسواحل رأس أبو علي.

وانطلقت الحملة التي تعتبر الثانية من نوعها بدءًا من غابة المانجروف جنوب محافظة القطيف على سواحل سيهات، لتنتقل بعدها إلى منطقة الزور بمحاذاة جزيرة تاروت، لتختتم في سواحل صفوى شمال المحافظة.

جهود رسمية وأهلية

وتستمر الحملة التي أطلقها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية لحوالي أسبوعين تنتقل خلالها بين غابات المانجروف على سواحل المحافظة، والحملة التي يشارك فيها أكثر من 80 متطوعًا ينفذها مركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف بالتعاون مع مكتب الوزارة بالمحافظة، وقيادة حرس الحدود بسيهات، وجمعية الصيادين بصفوى.

وذكر مدير عام فروع وزارة المياه والزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس عامر المطيري أن الحملة تأتي ضمن مباردة إعادة تأهيل السواحل بنبات القرم «المانجروف» التي يقوم بها مركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف حيث تم تجميع حوالي 57839 بذرة من سواحل سيهات وستستمر الحملة لمدة يومين في ذات المنطقة، مضيفًا أنه ستتم زراعة البذور بمشتل الوزارة الخاص بإنتاج نبات القرم في منطقة رأس أبو علي ومجموعة من البذور ستتم زراعتها في منطقة الفريع مباشرة بالموقع، بعدما قام مركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف سابقًا بعمل تجربة ناجحة لزراعة البذور مباشرة في المواقع دون الحاجة لإنتاجها في المشتل، مشيرًا إلى أن صاحب حملة جمع البذور عملية تنظيف الساحل من المخلفات العالقة والمتراكمة حول أشجار المانجروف.

نظام بيئي

وأكد مدير عام مركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف المهندس وليد الشويرد أن الحملة تأتي ضمن اهتمام واستراتيجية المركز في دعم البيئة الساحلية وتعويض المناطق المتضررة حرصًا على التنمية المستدامة للمصايد البحرية؛ حيث تساهم زراعة هذه الشتلات في خلق نظام بيئي جيد ومتكامل وغني بالحياة ويوفر سلسلة غذائية متكاملة لا توجد إلا في بيئة نبات المانجروف، مضيفًا أن أشجار المانجروف تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وعزله بمعدل يتجاوز 30 مرة أكثر من غابات المناطق الشمالية والاستوائية المعتدلة، إضافة إلى قدرتها على دفن ثاني أكسيد المحتجز، والطحالب الدقيقة، والمواد العضوية الميتة الأخرى داخل جذورها الهوائية في طبقات من الرواسب الغنية حيث يتم تخزين الكربون لقرون عديدة قد تصل لآلاف السنين.

بذور جاهزة

وأوضح نائب رئيس جمعية الصيادين جعفر الصفواني أن بذور المانجروف بمجرد سقوطها من الأشجار وتعرضها لماء البحر المالح لمدة 24 ساعة تصبح جاهزة للزراعة، وحين تكون الأرض طينية تكون جاهزة لاستقبال تلك البذور، مشيرًا إلى أن جمعها في مواقعها بعد تعرضها لماء البحر يجعلها جاهزة للاستزراع من دون وضعها في الماء، حيث تم جمع بذور جاهزة للاستزراع مباشرة في بداية تبرعمها، مشيرًا إلى أن البذور الحديثة تتحمل لها حتى أسبوع بعد سقوطها من الشجرة وهذه ميزة لأشجار المانجروف حيث إنها حتى لو كانت تبدو ميتة بمجرد إدخال الماء لها ستنبت بها الأوراق وتعود جذورها للنمو.