فيما صرحت سارة جيلبيرت رئيسة فريق تطوير لقاح أكسفورد بأن فيروس كورونا لم يعد بإمكانه إنتاج طفرات تؤدي إلى متحور شديد الخطورة، وأن الفيروسات تميل إلى أن تصبح أقل ضراوة بمرور الوقت، قال استشاري علم الأمراض الإكلينيكية عبدالعزيز الحازمي: إن تصريحات جيلبيرت يمكن أخذها على محمل التفاؤل وهي انطلقت من حقيقة أن كون أكثر الشعب البريطاني والشعوب في الدول الغربية قد تلقوا الجرعات اللازمة من التطعيمات.

وأضاف الحازمي، إنه من المبكر الحديث عن إقرار لقاح كورونا كلقاح موسمي أو الاحتياج إلى جرعة ثالثة، مع العلم أنهما خياران واردان للغاية، وغيرها من التنبؤات المستقبلية طالما أننا لم ننته من الأزمة بعد.

الشمولية لسكان

كما نوه الحازمي بوجوب النظر بنظرة شمولية والإقرار بأن اللقاحات لم تغط نسبة كبيرة من سكان العالم بالجرعة الأولى، فضلا عن الجرعات التعزيزية، وتبعًا للتقارير العالمية فإن البشر المحصنين في العالم لا يتعدون أكثر من 35 % وعلينا ألا ننسى أن ظهور متحور دلتا في الهند كان في شعوب لم تكن قد تلقت اللقاحات اللازمة، على الرغم من إيجابية الأرقام والإحصائيات، وينبغي الاستمرار بتغطية أكبر عدد من السكان من اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى نصل لبر الأمان.

حدوث المتحورات

وفيما يخص استمرارية حدوث المتحورات من عدمها بيّن الحازمي أنه لا يمكن حصر التحورات التي تنتج عن الفيروسات التنفسية في عدد معين أو حتى بطريقة معينة، طالما أنه توفر للفيروس الخلية المناسبة للتضاعف وآلية الدخول والخروج من الخلية، فهي قادرة على الاستمرار في التضاعف الذي ينتج عنه طفرات في كل مرة تتكرر فيها عملية التضاعف.

أغلب هذه الطفرات قد تكون غير مؤثرة على سلوك الفيروس، ولكن تحدث في بعض الأحيان طفرات قد تزيد من كفاءة التضاعف تارة، أو بعضها قد تزيد من قدرتها على الانتشار وهكذا، إن استمرار ظهور هذه الطفرات من الممكن أن يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة، كما حصل مع فيروس كورونا الأم ومتحوراته كألفا وبيتا ودلتا.

كذلك يجب القول إن استمرار ظهور المتحورات، والتي قد تنشأ عنها وظائف مختلفة أو عائل مختلف أو سلوك مختلف جدًا لم يُعرف عن الفيروس الأم، من الممكن أن يؤدي إلى ما يسمى بالسلالات.