فرحة الأطفال وشعورهم بمظاهر الوحدة خلال الاحتفالات باليوم الوطني تعد فرصة ذهبية لترسيخ قيمة الانتماء والمسؤولية تجاه الوطن والاعتزاز به.

ما فائدة أن يشعر الطفل بالوطنية والانتماء؟


الطفل في مراحل حياته الأولى ما زال يتعرف على ذاته من خلال تفاعله مع الآخرين: دوره داخل أسرته أو مدرسته، تفاعل الوالدين، الإخوة، المعلمين في المدرسة، وكذلك الأقران. من خلال هذا التفاعل يحصل على تغذيةٍ راجعةٍ عن سلوكياته، ومن خلال الاحترام المتبادل في الأسرة يكون الطفل صورة إيجابية عن أسرته، وبالتالي صورة إيجابية عن ذاته.. كذلك الانتماء للوطن؛ أن يكون الطفل صورة إيجابية عن وطنه هي بمثابة دعامةٍ من دعامات الثقة بالنفس التي يكتسبها من خلال مكونات التعرف على الهوية: العرق، الجنسية، الوطن.

وكيف يحدث ذلك؟

بعد أن اخضر العالم الصغير بأعين أطفالنا حان الأوان لحوارٍ يرسخ جذور الوطنية والانتماء لهذا الوطن، تحديدًا بعبارةٍ أخرى: (لم نحب السعودية من بين الأوطان؟) هل لأنه وطننا فحسب؟!

إن الحديث حول مكانة المملكة العالمية والإسلامية والعربية هو فرصة لغرس قيمة الوطنية وحب الوطن بعد أن رفرف الأطفال بالأخضر، وقد تفتحت القلوب فرحة بيوم الوطن، حان الوقت للحديث عن مكانة السعودية وقداستها وأهميتها من شتى المجالات: موقع السعودية في وسط العالم، وفي قلب آسيا، وما أهمية ذلك؟ مكانة السعودية الإسلامية، وماذا يعني أن يستقبل المسلمون الكعبة المشرفة عند كل صلاة؟ ماذا تقدم السعودية للمسلمين؟ بماذا شعرت حينما علمت بأن جميع الأنبياء قد دعوا لهذه الأرض الطاهرة؟ ولماذا لقب الملك سلمان -حفظه الله- بخادم الحرمين الشريفين؟ ماذا يعني أن ننعم بالأمن والأمان في كل حين؟ وبماذا تشعر حينما تسمع عن صاروخٍ قد وجه إلى السعودية لكن شيئًا ما لم يحدث؛ لأن مملكتنا قويةٌ، وقد حفظها الله؟ ثم الحوار عن مكانة السعودية من العام إلى الخاص بما يتناسب والخصائص العمرية لأطفالنا بعد هذه المناسبة، من خلال الأسئلة المفتوحة والتي تحفز مهارات التفكير وصولا إلى الشعور.

هل بالصدفة أصبحت سعوديًا، أم أن الله أراد أن يمنحني هذا الوطن تحديدًا؟ ما واجبي تجاه هذه النعمة التي منحني الله إياها؟ كيف أصبح مواطنًا صالحًا أسهم في إعمار هذه الأرض الطاهرة، وخلافتها -كما أمرنا الله؟ ولعل هذا الحوار ينتهي بمقترحاتٍ للأطفال تدون لدعم مسيرة الوطن، هي بمثابة الوقود لطموحاتهم التي تقودهم إلى تصميم المشاريع القريبة والبعيدة على الأصعدة كافة؛ لنسهم في بناء وطنٍ هو لنا دارٌ.