في إحدى المرّات قابلت شخصيّة أقل ما يقال عنها عظيمة فكريّا، هذه الشخصية امرأة تدعى «ميادة»، تبادلت معها الحديث حول المرأة العربية، ولماذا تختلف عن المرأة الأجنبية، حتّى وصلنا لنقطة تعدد الزوجات، وأعتقدت أنّها من الممانعين لهذا الشيء، ولكن ما أدهشني هو تقبّلها للموضوع، وقولها: إنّ التعدد شيء جيّد للرجل والمرأة، وسألتها عن شعور المرأة عندما يجعل زوجها على رأسها «شريكة» كما يقال، قالت: لو أنّ كلّ امرأة جعلت في فكرها.. فكرة واحدة فقط لما استغاظت من التعدد.

كانت فكرتها أن تضع كلّ أنثى في معتقدها أن الرجل عندما يتزوج عليها فهذا من صالحها وهي صاحبة الفضل في ذلك؛ لأنها ليست متاحة طوال الوقت، فهي لديها أبناء تقوم بتربيتهم، ولديها تقلبات هرمونية ومزاجية، فعندما تفكّر المرأة بهذا الشيء يختفي شعورها بالنقص إنْ تزوّج زوجها من امرأة أخرى، وعند التدبر في كلامها وجدت أنّ ذلك أحد مقاصد الشارع الكريم -الله جلّ وعلا- في إتاحة التعدد للرجل، ففعلا المرأة في مقارنتها بالرجل نجد أنّها أكثر انشغالا من الرجل في هذه الحياة، فهي الأم، والزوجة، والمربيّة، والمسؤولة الأولى عن نجاح الأبناء، ولأنّ مسؤوليتها عظيمة، ومهامها كبيرة، فهيَ فعلا لا تقدر أن تكون متاحة في كلّ الأوقات للرجل، لذا جعل الله التعدد للرجل رحمةً بالمرأة، لذا رسالتي لكل من تزوّج عليها زوجها أقول لها: لا تغضبي سيّدتي، فمسؤوليتك العظيمة أكبر من التعدد.