لن تنسى السعوديات مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز "ما شفنا من النساء إلا كل خير" التي قالها لدى استقباله جمعاً من المواطنين قدموا للسلام عليه.

فرغم أن هذه الكلمة جاءت تعليقاً على إصابته بمرض "عرق النساء"، لكنها عكست كثيرا من الأفعال التي توجت عصراً زاهراً تعيشه المرأة السعودية، ففي عهده شُرعت الأبواب للمرأة لتجد لنفسها موضع قدم في مراتب عليا في شتى المجالات.

ومنذ اللحظة الأولى التي تقلد فيها خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، لم تغب المرأة عن خطابه، حيث قال "المرأة هي الأم، والأخت، والزوجة، والابنة"، ليقرن مقولته بالفعل حينما استقبل رسمياً جموعاً من السيدات في مقر الديوان الملكي، ليكون رائد النهضة النسائية، وصاحب رسالة المساواة بين الرجل والمرأة، وثبت ذلك عملياً بقرارات تابعة منح خلالها الفرصة لإناث بشكل متواز مع الذكور في برنامج الابتعاث الذي تبناه شخصياً، واهتم بها اقتصادياً وثقافياً لتنال في عهده فرصة المشاركة في انتخابات الغرف التجارية، وتشارك في الأندية الأدبية. وكسر خادم الحرمين الشريفين احتكار الرجل للمناصب العليا في الدولة، لتتقلد المرأة في عهده منصب نائب وزير على المرتبة الخامسة عشرة هي نورة الفايز، لتكون سابقة هي الأولى من نوعها. كما عينت في عهده أول امرأة كمديرة لجامعة سعودية هي الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود، ومثلهما حصلت الدكتورة منيرة العلولا على منصب نائبة محافظ مؤسسة التعليم التقني لأول مرة. وعلى صعيد المشهد الثقافي، شاركت المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين لأول مرة في انتخابات عضوية الأندية الأدبية كما حظيت مشاركة المرأة في الحوار الوطني باهتمام خاص، وشاركت المرأة كمستشارة في مجلس الشورى بلغ عددهن فيه أكثر من 13 مستشارة، ليأتي إنشاء جامعة الأميرة نورة الذي رعاه الملك عبدالله كأكبر مشروع عالمي يخصص للمرأة، ليكون بوابة لها للانطلاق عالمياً. وللمرأة في عيون الملك مكانة كبيرة، حرص على التأكيد عليها في كل فرصة تتاح له، وجاءت كلمته خلال افتتاح جامعة الأميرة نورة قبل أشهر انعكاساً لتلك المكانة حيث قال "المرأة في المملكة في أعظم موقع، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة والعمة والخالة، ونحن نقدرها ونحترمها ونحافظ على كرامتها حتى لو فديناها بدمائنا على أن تعيش سليمة محترمة محافظا على كرامتها ومكانتها". وحظي عمل المرأة باهتمام كبير من لدن خادم الحرمين الشريفين، حيث أصدر قراراً بتوفير 52 ألف وظيفة بالتعليم للرجال والنساء على حد سواء، وشملت قراراته في هذا الخصوص تثبيت وظائف المعلمات المتعاقدات على بند الأجور، وأتيحت للمرأة الفرصة في الحصول على الوظيفة، مساواة بالرجل في برنامج حافز الذي أطلقته مؤخراً وزارة العمل لمعالجة البطالة، كما أصدر قراراً بتأنيث محلات الملابس النسائية الذي يتيح آلاف الفرص الوظيفية للنساء، كما شمل قرار خادم الحرمين الشريفين منح القروض العقارية للمواطنات الأرامل والمطلقات حفظاً لحقوقهن في الحصول على مسكن يصونهن ويحفظ كرامتهن.