أطلق برنامج تنمية القدرات البشرية والذي يستهدف بناء مواطن يمتلك القدرات والمهارات التي تمكنه من المنافسة عالمياً.

هذا الاستهداف لا يأتي من فراغ فنحن في عصر الاقتصاد المترابط والمتداخل عالمياً ليس في السلع والخدمات فقط، ولكن في الناس أيضاً مما يؤثر على فرص الفرد وهو في وطنه في الحصول على وظيفة كذلك يأتي الاستهداف هذا من كون الدراسات في أداء الفرد تكاد تجمع على أن الطالب الذي يمتلك المهارة سيكون مشاركاً في بناء مجتمعه واقتصاد بلاده لذلك تقوم الدول عادة بفحص مدى امتلاك طلابهم للمهارات ولعل أبرز ذلك ما قامت به منظمة OECD عام 2015 من فحص لمهارات الطلاب في دول المنظمة مثل بريطانيا وأمريكا، حيث وجدت أن خمس هؤلاء الشباب لا يملكون الحد الأدنى من المهارات اللازمة للعمل هذه النتيجة الصادمة تشير بوضوح إلى أنه على الرغم من جهود هذه الدول في إكساب الطلاب لمهارات القرن 21 فإن هناك مؤثرات حقيقية لم يسلم من تأثيرها هؤلاء الشباب وهذا ما دفع الدول في العالم على التركيز على تحديد هذه المؤثرات ومن ثم تخفيف تأثيرها وربما أكثر سياسة أثبتت فعاليتها في ذلك هي السياسة التي تقرن الأداء العالي الجودة بالإنصاف.

وبمناسبة الحديث عن الإنصاف تكاد تكون وزارة التعليم في المملكة الوزارة الوحيدة عالمياً التي تفتتح مدرسة وتشغلها من أجل طالب سعودي واحد ولعل ذلك ينبثق من مبدأ نصت عليه خططنا يقول إن التعليم الجيد هو حق لكل طفل سعودي، لذا أيضا نرى اليوم برنامج تنمية القدرات البشرية في مبادراته انطلق من هذا المبدأ، حيث وردت في وثيقته مبادرة تطوير التعليم في المناطق النائية، وكذلك سد الفجوات المناطقية، وتتضمن الأولى مؤشرا مهما وهو الفرق في متوسط أداء الطلاب بين المناطق في الاختبارات الوطنية حيث اعتمد خط الأساس في سنة 2018 51.5 ويستهدف البرنامج 44 في عام 2025 هذا الاستهداف لطلاب المناطق النائية يدفعنا للتفاؤل لأن هؤلاء ربما تجاوز نسبتهم 50% من طلاب المملكة، ولقد سبقتنا دول أخرى في هذا الاستهداف ومنها فرنسا بإعطاء الأولوية التربوية لبعض المناطق وقامت بريطانيا بإطلاق برنامج «أفضلية التلميذ» للطلاب من المناطق الخطرة أو الفقيرة لكن الأفضل قبل إقرار برنامج خاص بهم وكما توصي OECD معالجة السياسات التي تعرقل الإنصاف على مستوى النظام التعليمي ولو تفحصنا التعليم في المناطق النائية سنجد أن أبرز تحد يواجهه هو عدم استقرار المعلمين في هذه المناطق حيث تشهد السعودية أكبر حركة نقل معلمين معلن عنها على مستوى العالم، مما يرفع أسئلة عدة حول مدى تأثير ذلك على الطلاب وكم في جعبة هذه الحركة من مؤثرات تشكل تحديا مؤثرا عليهم وعلى تحصيلهم الدراسي، وبالتالي اكتسابهم المهارات.

كذلك هناك أسئلة حول المعالجة حول آلية التعيين في المناطق النائية، هل لو كانت أقل مركزية واستطاعت إدارات التعليم في هذه المناطق القيام بمهمة التعيين ومن ضمنه وضع شروطها هل ستتقلص هذه الأعداد؟

لا شك أن قائمة التحديات نحو رفع أداء هؤلاء الطلاب ممتدة ومتشعبة لكني سأكتفي بما تقدم هاهنا ولعلنا نعود لغيرها بمقال.