يذكرني كل شيء أخضر بجمال الأهلي، فالقلب أخضر بالحب، والنفس المحبة العاشقة عادة بالأخضر ترتقي إلي درجات السعادة وحب الحياة، لذلك مع تعثر الأهلي من عادتي أخرج إلي استراحتي، حيث النباتات الخضراء، فأعتني بها، وأقلم الأوراق المصفرة، حتى يستمر إخضرار النباتات، وتكون أكثر جمالا وإنتاجا وثمرا. وفي أثناء قيامي بذلك، أتاني ما يشبه «أحلام اليقظة»، فأسترجعت ذكريات الأهلي، والذكرى مؤلمة لعاشق الكيان الأهلاوي، إذ مرت عليّ كثير من الأحداث والبطولات التي سلبت من الأهلي بسبب التحكيم، وذلك عندما كان التحكيم إنسانًا داخل الملعب، يشاهد الأحداث بالعين المجردة على الطبيعية، وليس كما هو حاليا يساعده روبوت بتقنية «الفار» الإلكترونية، التي أول ما طبقت في ملاعبنا كان الأهلي هو المتضررالأول منها، حيث سلبت منه التأهل إلي بطولته المفضلة.

لذلك مهما يكن التحكيم روبوتا أو إنسانا يظل الأهلي هو الأكثر تضررا في كل البطولات، سواء كان الحكم إنسانا أو بتقنية «الفار»، وسواء كان «الفار» سليما يعمل أو عطلانا لا يعمل، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، عادة ما يتضرر منها الأهلي.

لكن مع هذه المؤثرات في نتائج مباريات الاهلي، أعدت الذكرى، فتذكرت وتذكرت وضع الأهلي «الحلم والأمل» في الماضي والحاضر، فتأثرت ورجعت إلي واقع الأهلي، وما يمر به من أحداث مؤثرة، تعصف به في أحداث غير طبيعية، مفهومة وغير مفهومة أحيانا، وحاولت أحلل الوضع، فوجدت أن أسوار القلعة قوية بعشاقها ومحبيها، على الرغم من الهجوم المستمر التي تواجهه من داخل أسوارها أحيانًا، ومن خارجها كثيرا، وذلك للنيل من الأهلي الكيان، سواء كان بقصد أو دون قصد. وفي أثناء هذه الأجواء المؤثرة في نفس العاشق الأهلاوي، أركب سيارتي عائدا لمنزلي، فإذا بالحل في مرآة سيارتي، مختزلا بالعبارة التي تقول «الأجسام الظاهرة تبدو أقرب مما هي على الواقع والحقيقة»، فأدركت أن في الجو غيما، وحتى سيبويه، وكذلك إن وكان وأخواتهما، فحمدت الله، وقلت في نفسي: لعل ما حصل كان للأهلي خير، وبداية انهمار الغيث.

وتذكرت أخيرا أن هذه طبيعة الحياة «حسد وحاسد ومحسود»، و«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء» حماية وحفظ من كل ذلك.