يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب إقبالا هائلا، منذ بداية ساعات عمله، نظرا لما يحتويه لهذا العام من تنوع وغزارة كبيرين في الكتاب، إضافة إلى الكتب التي يزيد عددها على مليون كتاب، بعد توقفه العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

إضافة إلى دور النشر التي يزيد عددها على 1000 دار، تحرص في كل عام على المشاركة في المعرض، نظرا لما يمثله من ثقل ثقافي محلي وعالمي كبير.

الدفع الإلكتروني

وأوضح معجب الشمري المدير العام لإحدى دور النشر، أن عدم وجود معرض الكتاب خلال العام الماضي، بسبب أزمة كورونا جعل المعرض هذا العام غزير الإنتاج بشكل كبير لم يحدث سابقا.

وأضاف أن القوة الشرائية كانت مفاجأة غير متوقعة، خصوصا وأن المعرض هو أول معرض كتاب يقام بعد أزمة كورونا.

وأكد الشمري أن نظام الدفع الثابت والإلكتروني، وعدم استخدام العملات الورقية أسهم وبشكل كبير، في الحفاظ على الأسعار وضبطها، وعدم القدرة على التلاعب بها.

إقبال كبير

كما شهد المعرض إقبالا من الأجانب العرب، والغربيين المقيمين داخل المملكة والتقت «الوطن» وليام أحد الزائرين للمعرض من إنجلترا، حيث قال إنه متمحس جدا للمعرض، وقد جاء مع عائلته نظرا لما يحتويه الكتاب، من أهمية كبيرة في حياة الشخص، مؤكدا أنه لم يشاهد من قبل معرضا بهذه الضخامة والكم والتنوع الوفير من الكتب.

بينما أوضحت لينا الحقباني وهي إحدى الزائرات للمعرض، أنها سعيدة لوجودها في مثل هذا المحفل العالمي الثقافي، وأنها جاءت بغرض كتب معينة، ولكنها تفاجأت بالتنوع الكبير والغزير من الكتب، وأوضحت أن يوما واحدا لا يكفي للانتهاء من المعرض، وبكل تأكيد ستقوم بزيارة أخرى له.

العالم بتوقيت السعودية

من جهة أخرى، أصدر الكاتب الصحافي رياض المسلم، مدير تحرير صحيفة الرياضية كتابه الأول تحت مسمى «العالم بتوقيت السعودية» وتم عرضه في جناح مركز الأدب العربي.

ويتناول مضمون الكتاب قصصا من التغييرات الكبيرة، في الترفيه وقصصا خاصة من صناع البسمة في مجالات عدة، إلى جانب التطرق إلى مواقف في موسم الرياض وبقية المناطق السياحية والترفيهية في السعودية، ومقارنتها في زمن مضى.

النشر الرقمي

وفي جلسات اليوم الثاني بمؤتمر الناشرين الدولي، أكد المشاركون من المتخصصين، على أهمية تحول الكتب التقليدية إلى النشر الإلكتروني، مبينين أن ذلك لم يعد خياراً بل ضرورة للبقاء، للمواءمة مع صناعة النشر الرقمية المستقبلية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 70% من الناس في مختلف دول العالم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية.

وخلال جلسة «التوزيع الرقمي في العصر التقني والطباعة حسب الطلب»، في مؤتمر الناشرين الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، ذكرت نجاة ميلاد، مديرة إحدى دور النشر الفرنسية، أن اختراعاً فرنسياً جديداً من شأنه أن يغير مجرى وصول المعرفة للناس في العالم، وهو «عبارة عن روبوت مطبعة يجمع كل مراحل الطباعة في آن واحد، ومرتبط بالإنترنت، ويحوي قاعدة بيانات لكل الكتب الإلكترونية والناشرين في العالم بكل اللغات»، مضيفة أن هذا الابتكار «بحجم متر مربع» سيجعل القراء يطبعون كتبهم بأنفسهم في الأماكن العامة.

متابعة الجلسات

وخلال الجلسة الثانية المعنونة بـ «هل قطاع النشر جاهز للذكاء الاصطناعي؟»، أوضحت بيانكا ماتسيك، مديرة إحدى دور النشر الأوروبية، زيادة استخدام هذه الخاصية في صناعة النشر خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وهو ما أدى إلى تقليل عدد الموظفين، وتطوير النماذج الذكية لمعظم دور النشر، إلا أن ذلك لا يعني استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي، خاصة في الأمور الأدبية والفكرية، فالإحلال سيكون فقط في «الأنشطة الروتينية». وغيره«.

وناقش المشاركون في جلسة «دور الوكيل في الترجمة وحماية حقوق المؤلف»، أهمية وجود محتوى يستطيع الوكيل المراهنة عليه وتوسيع انتشاره، وقال الكاتب ووكيل النشر الدكتور تيموثي ترافاجينلي: «من الصعب أن نجد عملاء من لغات مختلفة بالولايات المتحدة الأمريكية، لذلك نحاول طرح ما يتناسب مع كل لغة وثقافة، وترجمتها لتصل لجميع القراء»، وذكر أن الترجمة الإنجليزية للكتب تلقى رواجاً واسعاً، مؤكدًا أنهم مهتمون بدخول سوق النشر السعودية، لزيادة نمو صناعة الكتب.

وفي جلسة «مستقبل النشر»، ذكر ماثيو شانز، المتخصص في النشر الرقمي، أن التحول بسوق النشر، يعتمد على التسويق وفهم احتياجات المستهلكين، موضحاً أن هناك ثلاثة أمور للنشر المستقبلي، وهي الحالة الذهنية التي يتمتع بها الناشر والمسوق، والبحث عن الجديد في السوق الرقمي، والتوجه نحو بناء العلاقات من خلال الوسائط الإلكترونية، وبينت شانتال ريستفو رئيسة النشر الدولي، أن هناك بيانات توجه الناشرين للابتكار، مشددة على أهمية أن تكون المواد جاهزة، من خلال المنصات والأسواق المختلفة باستخدام البيانات الاجتماعية.