ضمت مقبرة النسيم بالعاصمة الرياض، بعد عصر أمس، جثمان الأديب الشاعر عبدالله بن إدريس، الذي وافته المنية صباحًا عن عمر ناهز الـ 92 عامًا، قضاها في محاضن التعليم والصحافة والثقافة والآداب، مخلدًا اسمه كأحد أبرز الأسماء الثقافية بين المؤثرين في مسيرة الأدب السعودي الحديث، وتوج تلك المسيرة برئاسته نادي الرياض الأدبي فترة طويلة من الزمن سجل خلالها النادي حضورًا لافتًا وأداءً متقدمًا عرف بالتوازن والعمق والاتزان، خاصة خلال حقبة الثمانينات الميلادية من القرن الماضي التي تميزت بوصفها فترة شد وجذب بين التيارات الأدبية الفكرية في المملكة.

ولد عبدالله بن إدريس عام 1347 ببلدة حرمة، في سدير وتلقى دراسته هناك، وفي العام 1366 توجه إلى الرياض لطلب العلم على أيدي علمائها. استقر ابن إدريس في العاصمة الرياض، والتحق بكلية الشريعة واللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي تخرج فيها عام 1376، ليلتحق عقب تخرجه بحقل التدريس، الذي عمل فيه فترة من الزمن قبل انتقاله ليعمل مفتشًا فنيًا للمواد العلمية في المعاهد العلمية، ثم مديرًا للامتحانات.

عام 1379 انتقل إلى وزارة المعارف «التعليم» ليعمل مساعدًا لمدير عام التعليم الثانوي، ثم أصبح مديرًا للتعليم الفني فيها.

في غرة عام 1985، طلب سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم إعارة خدامته لمؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية بعيد الترخيص بإنشاء المؤسسة، ليبدأ ابن إدريس رحلة جديدة في حياته العملية، في مسيرة صحافية استمرت سبع سنوات تولى خلالها إدارة مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية ورئاسة تحرير مجلتها، قبل أن يعود مجددًا للعمل بوزارة المعارف عام 1992، حين عين أمينًا عامًا للمجلس الأعلى لرعاية العلوم والفنون والآداب.

وفي عام 1996 انتقل إلى جامعة الإمام ليعمل مديرًا عامًا للثقافة والنشر العلمي بالجامعة.

وفي عام 1409، وضع ابن إدريس حدًا لمسيرته العملية بعد وصوله لسن التقاعد، ولكنه بقي يحتفل بنشاطه الأدبي والثقافي رئيسًا لنادي الرياض الأدبي، وشاعرًا متصلًا بـ «في زورقي» أول دواوينه الشعرية، والذي أصدره عام 1403.

بعد أن كان قد سجل اسمه ضمن قائمة الكتاب المؤثرين إبان إصداره قبل ذلك سنوات طويلة كتابه المهم «شعراء نجد المعاصرون» عام 1380، الذي تحول إلى واحد من أهم المراجع العلمية في هذا المجال.