الحادث المروري المروع، الذي فجع به أهالي المدينة المنورة الثلاثاء الماضي، بسبب شاحنة قادمة من إحدى الكسارات بطريق قريضة، بعد ارتطامها وهي مسرعة على الطريق الدائري، بعدد من السيارات المتوقفة في إشارة مرورية، وتسببت في 4 وفيات، وهم الدكتور ياسين الصفراني، شقيق مدير جمعية الثقافة والفنون الدكتور محمد الصفراني، والشاب مازن ابن الاخ الغالي سعود الحربي، رئيس نادي أحد السابق، وأخوان وافدان يمني ومصري، وعدد من المصابين، رحم الله المتوفين وعزاؤنا لذويهم، وشفى وعافى المصابين.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مصاب جلل يحزن القلب، وتذرف من أجله العين، ونحن نعلم تمام العلم أن لكل أجل كتابا، وأن الموت حق، ولكن من حقنا أن نتساءل، وخاصة عند حدوث مثل هذه الحوادث المؤلمة، وهذه الحادثة تجعلنا نطرح عدة تساؤلات.. لماذا لم تتخذ إجراءات وقائية، تحد على الأقل من الوفيات والإصابات ؟ طالما أن الشاحنة أتت من مسافة لا تقل عن 14 كيلو مترا. وأيا كان سبب السرعة، خلل في مكابح المركبة، أو أن السائق في حالة غير طبيعية، طالما الطريق يمر بمزارع وأرصفة وأماكن خالية، لماذا لم تحد الشاحنة بأي طريقة ؟ أو توقف حتى إن استلزم الأمر تعطيل الكفرات، هذا قبل أن تقترب من الإشارة !..وعندما اقتربت لماذا لم تفتح الإشارة، و يتم إيقاف الطرق الأخرى، حتى يتم التعامل معها، وتقلل من الوفيات والإصابات على أقل تقدير..آمل أن يجرى التحقيق المكثف لمعرفة جوانب هذه القضية.

كتبت وكتب غيري كثيراً، عن فواجع حوادث الحركة المحزنة، وما زلت أكتب ليت ولعل أن تكون هناك آذان صاغية من السائقين، ومن المسؤلين وأصحاب الاختصاص في المرور والنقل، للحفاظ على سلامة الأنفس البريئة، التي قد تكون ضحايا حوادث، بسبب سائق متهور لم يراع الأنظمة والتعليمات، من عدة نواح، أو بسبب رداءة الطريق وتعرجه، أو مخالفة الأنظمة المرورية، وعدم مراقبة الطرق بطريقة صحيحة وسليمة، وهناك عدة نقاط يجب أن أتطرق لها..

أولاً: سلامة السائق صحياً ونفسياً، سلامة البصر لديه وسلامة عقله، وألا يكون متعاطياً للمخدرات، وهذه هي الكارثة وأم الكوارث وأم الفواجع، ويا حبذا أن يدخل تحليل المخدرات ضمن إعطاء رخصة القيادة، وتثقيف السائق لمعرفة كل قوانين القيادة.

ثانياً: سلامة المركبة وفحص فراملها، لأن الفرامل مثل باقي أجزاء السيارة، قد تتعرص بعض أجزائها إلى انتهاء عمرها الافتراضي، مما يضعف منظومة الفرامل بالسيارة، أو تحتاج إلى صيانتها للقيام بوظيفتها بالشكل المثالي.

ثالثاً: الاهتمام بالطرق من قبل الأمانات، ووزارة النقل لتكون آمنة، ووضع الإشارات التوضيحية على كل طريق، ووضع مسارات خاصة للشاحنات، حتى في الإشارات المرورية.

رابعا: رجل المرور له دور كبير، في الحفاظ على انتظام حركة المرور في الشوارع والميادين، وكذلك فهو مسئول عن حياة المواطنين، والحفاظ على استقرار الشوارع والتصدي للفوضى، أو الازدحام أو السرعة الزائدة، وهناك قواعد وقوانين خاصة بمرور السيارات، يجب الالتزام بها ومن يخالفها يجب أن يعاقبه شرطي المرور، بمخالفة أو مساءلة قانونية، وأن يتصرف بسرعة وإبلاغ المسئولين عن أي حادثة، أو خلل في إحدى المركبات، وأن يكون حاضراً في الميدان ومتواجد دائما عند كل حدث.

ومع التطور التكنولوجي الآن، إدارة المرور ركبت كاميرات مراقبة على الطرق السريعة، تتعرف آليا على جميع المعلومات اللازمة عن المركبات، في حالة كسر حواجز السرعات المقررة، أو المطلوبة أمنيا، أو المبلغ بسرقتها، أو لتحديد هوية الأشخاص، ويتم التقاط المخالفات إلكترونيا، وإرسالها إلى المرور مباشرة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين، وتخصيص غرفة للأرشفة لكافة ملفات السيارات، لسرعة التوصل إلى بياناتها، وهذا يسهل على رجل المرور، أن يقوم بمهمته على أكمل وجه.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد، وأعانهم على تحمل مسؤولياتهم، والله من وراء القصد.. ‫