عشنا على مدى عشرة أيام، فرحة فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزاره الثقافة وينتهي اليوم، وهو بحق تظاهرة ثقافية كبرى، تتلون بكل ألوان الثقافة، وأصبح محط أنظار مثقفي وأدباء ودور النشر في العالم العربي.

وزاد من تألقه هذا العلم استضافة العراق بوجهه العربي الحضاري كضيف شرف، ووجود كوكبة من أدباء وشعراء العراق بيننا، ولعمري إن هذا نجاح يحسب لوزارة الثقافة.

المعرض شهد فعاليات وندوات وأمسيات شعرية، وحوارات أدبية يديرها نخبة من المثقفين، تعكس الوجه الحضاري والثقافي لهذا الوطن. وظل المعرض يحظى بإقبال كبير من كل شرائح المجتمع، على تنوع انتماءتهم الفكرية ومشاربهم الثقافية، وهذا مؤشر يدل على أن الكتاب الورقي والثقافة بعامة، ما زالت تحتل مكانة مرموقة، ولم تؤثر فيها الثورة الإلكترونية وتغير نمط الحياة، ويؤكد أننا أمة تقرأ، وأن للكتاب مكانة سامية لا ينازعنا عليها أحد.

لم يخل المعرض ككل عام من مماحكات ومقابسات تدور، حول المعرض وتنظيمه وسبل تطويره، وما يُعرض من إصدارات، و يرى البعض أن المعرض ودور النشر لا تهتم بالمحتوى، متخلين عن دورهم في تقديم ثقافة متميزة ورصيد معرفي، دور النشر ومعرض الكتاب يريان أن هذا حرية عرض، ولا حجر على الرأي، والزآئر له الخيار.

وأمام هذا التباين، أرى أن يصاحب المعرض سوق موازية، تعرض فيها الكتب التي محتواها لا يتناسب مع مكانة وطموحات معرض الكتاب ودوره في نشر ثقافة ثرية وإبداعية، وأن يكون على غرار سوق «سور الأزبكية» بوسط القاهرة، وشارع «المتنبي ببغداد» وسوق «الليدوا بالمغرب» وسوق «نهج الدباغين» في تونس، وبهذا نكون حققنا رغبات جميع الأذواق، وبالتالي سوف يجد المتسوق كتباً بأسعار معقولة، و كتبا وروايات ودواوين نادرة، ويقيني أن وزارة الثقافة سوف تتبنى هذا الرأي.