عانت دور النشر والمطبوعات العربية من جائحة كورونا، فعلى إثرها أغلقت مجموعة من الدور أبوابها معلنة إفلاسها وعدم قدرتها على تجاوز الأزمة، إضافة إلى ذلك تسببت الإجراءات الاحترازية في إلغاء وتأجيل 10 معارض للكتب في العالم العربي، وخف الترويج للكتاب العربي في الدول الأجنبية لعدم إقامتها المعارض المعنية بالكتب. وبحسب تصريحات رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد لـ«رويترز» فإن خسائر قطاع النشر في الدول العربية بسبب تفشي فيروس كورونا بلغت بشكل تقديري 20 مليون دولار.

ضعف التسويق

ذكر أمين جمعية الناشرين السعوديين وعضو اتحاد الناشرين العرب المدير العام لدار الصميعي عبدالله الصميعي لـ«الوطن»، أن مصاب دور النشر العربية «كان في تسويق الكتاب، فالمؤلفون خلال جائحة كورونا أنتجوا إنتاجًا جيدًا، ولكن القضية قضية تسويق الكتاب والإقبال عليه؛ بسبب أن الكتب مرتبطة بالجامعات والمدارس، فاضطرت بعض الدور في مصر ولبنان والسعودية إلى إغلاق أبوابها».

وأضاف مندوب دار ذات السلاسل أحمد المصري أن البيع الإلكتروني لم يعالج مشكلة ضعف مبيعات الكتب العربية خلال جائحة كورونا؛ فتحديد أوقات معينة للسماح بالتوصيل للزبائن كان له الأثر في محدودية عملية البيع في الكويت، ويضيف أنهم تواصلوا مع مؤلفيهم لتأجيل عملية النشر خلال إغلاقات جائحة كورونا لحين وضوح الرؤية. إلى جانب ذلك، يرى مالك دار مصر العربية وائل المولى أن جائحة كورونا أثرت بشكل سلبي على دور النشر العربي على خلاف دور النشر الأجنبية، فقلت مبيعات الكتب العربية بشكل كبير.

عودة الكتاب العربي

وقال الصميعي بأن دور النشر الآن في فترة انتعاش مع رجوع الدراسة وتخفيف الاحترازات، وإقامة معرض الكتاب الدولي في الرياض من البدايات الموفقة للنظرة التفاؤلية إلى أن يصل الكتاب العربي والسعودي للدول العربية، فالمعارض حركة ثقافية كبيرة لانتعاش الكتاب العربي في ظل أزمة كورونا.

المؤلفات اللحظية

يرى المولى أن استغلال المؤلفين للأحداث اللحظية أنتج لنا العشرات من المؤلفات عن جائحة كورونا تحمل ذات الاسم أو لها علاقة به.

وفي خطوة لدعم قطاع الأدب والترجمة والنشر، أعلن وزير الثقافة إعفاء دور النشر في معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 من قيمة إيجار النشر؛ تخفيفًا لآثار جائحة كورونا على صناعة النشر.

دار سعودية بعنوان

من جهة أخرى، شاركت دار «بيت السنة لخدمة الحديث الشريف»، بعنوان واحد فقط. ويستقر على أرفف جناح الدار كتاب «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه» في ثمانية مجلدات، للإمام البخاري، حيث يعد الكتاب الوحيد، وباكورة إنتاج «بيت السنة»، التي قرر القائمون عليها المشاركة في الرياض للكتاب 2021. وفي هذا الصدد، أشار المدير العام للدار، عبد الرؤوف الموجان، إلى أن صحيح البخاري يعد من أهم الكتب في العالم الإسلامي، وركيزة ثابتة عند العلماء، وطلاب العلم، وعموم المسلمين، وأضاف: «بعد 13 عاماً من العمل على تدقيق وتحقيق الكتاب الذي لم يخدم من فترة طويلة، انتهى إعداده قبيل بدء الرياض للكتاب؛ ولاقى قبولًا عند مرتادي المعرض من خلال إقبالهم واستفساراتهم».