(1)

يبدو أننا سنمضي حقبًا للتعافي من السوشيال ميديا التي اختطفتنا من واقعنا المعاش، وحياتنا، بل ومصالحنا!

«تواصل» أشبه بالانفصال، ومحبة يكفي للتعبير عنها «رسالة» لا روح لها ولا رائحة ولا لون ولا طعم!

(2)

أصاب الشلل عددًا من «تطبيقات» السوشيال ميديا المرتبطة بـ«الفيسبوك» قبل أيام ولكي تعرف أن الأمر أعظم من عطل «تطبيق» تأمل الخسائر المادية التي لحقت بالقائمين على هذه المشروعات!

(3)

أربكنا هذا العطل، رغم أنه أراحنا من «قروبات الواتس» وإزعاج الرسائل الجماعية، فبمجرد أن تم إصلاح العطل شعرنا بعودة الحياة!

الأغرب: أنه بدلًا من محاولة العودة للحياة الواقعية طفق كثيرون يبحثون عن بدائل!

نحن رهائن!، بل ومصابون بـ«Stockholm syndrome» بشكل يدعو لليأس من الحل!

(4)

تعطل «السوشيال ميديا» كان بمثابة جرس إنذار لنا لخلق خط رجعة مع الحياة الواقعية، البحث الحقيقي عن الأحبة وزيارتهم، ومشاركتهم، والنهوض إلى المصالح، والسعي «الواقعي» نحو تحقيق الأهداف، والإنتاجية..

(5)

سجن الجهاز الصغير و«تطبيقاته» - بحسب دراسات متباينة- يؤدي إلى الاكتئاب، واضطراب التوازن بين النظام المعرفي والنظام السلوكي لدى الإنسان، بل ذهبت جامعة ميلان الإيطالية إلى أخطر من هذا، حيث أكدت في دراسة أن إدماننا على الجوال وتطبيقاته خطر على الجهاز المناعي!

كل هذه الدراسات لن تجد قبولًا لدى «العالم» بسبب أن «التبلد» قد بلغ مداه.. كل ما في الأمر أنه أسلوب الجيل، ولغة العصر.. الأمر أصبح بمشروعات التوعية بأضرار التدخين التي زادت عدد المدخنين!

(6)

الإيجابيات لا يمكن إنكارها، بيد أن انعدام التواصل الواقعي أعدم «الاتصال» النفسي بين الأفراد، وهذا أخطر السلبيات، حيث إنه يؤدي إلى جيل لا يستطيع التفاهم والتفاوض أو حتى نطق كلمة أحبك.. وهذه إشكالية مقلقة!