في السنوات الماضية طرحت سؤالا سبقني الكثير بطرحه على طاولة التساؤلات، وسياقه «هل يجوز ربط الدين بالعلم؟». حيث لم أجد جوابا صالحا للنشر، أو طرحه للنقاش، لأن هذا الأمر معقد ويترتب عليه استيعاب فكري وثقافي في جميع نواحي السؤال وجوابه.

ولعل الكثير من البشر يعرف أن الدين له ضوابط وشروع مشروعة لا تستوجب التغيير والتبديل مهما حصل فيها من نقاش، ولكن من طبائع الإنسان حبه للتساؤل والبحث المستمر عما تخفيه بعض الأمور في جوانب هذه الحياه، ولأن البعض لا يفرق بين الدين والعلم وما هو ارتباطهما، فقد حصل خلط بينهما في كثير من المسائل الفقهية والعلمية.

في الأشهر الماضية ترجلت قائلا أمام مجموعة مفكرين بالسؤال مجددا (هل يجوز ربط الدين بالعلم؟)، وأدليت بما عندي من سبب لطرح هذا السؤال، حيث إني لم أجد جوابا صالحا للنشر كما أسلفت في بداية المقال، وأجاب الكل من المفكرين وأدلى كل شخص بدلوه في بحار معرفتهم الكبيرة وغير المستغربة، وكانت إضافة الدكتور علاء في جوانب هذا الموضوع جيدة وغير متوقعة، حيث أضاف قائلا (إنهما لا يجتمعان بحكم أن الدين هو منهج ثابت لا يقبل التغيير بتغير الزمن وأن العلم يتغير بتغير الزمن، بينما أن الدين ليس له موضع شك في كل التساؤلات مقارنة بالعلم الذي يتغير ويتطور بتغير ومرور الزمن، ولأن الدين هو العلم الذي لا يتطلب الإثبات، فالعلم يتطلب الكثير من الإثباتات).

ارتبط السؤال المطروح طيلة السنوات والقرون الماضية بعقول البشر وتحديدا بالمفكرين والمثقفين الذين يبحثون عن التطور العلمي بزعمهم بجمع الدين والعلم، ولأن إجابة الدكتور علاء كانت جيدة نوعا ما، ولو أنه أجاب بها الكثير من الناس من قبلنا، إلا أنه تتبقى هناك أجوبة كثيرة حول هذا لأمر، بمختلف الديانات ومختلف الشعوب التي تعيش على وجه هذه الأرض.

من جانب غريب لدى الشعوب الأوروبية، يزعم الكثير منهم أن التحول الزمني كله بمشيئة الطبيعة، وما كان فيها من صور جمالية هو من رضاها على البشرية، وأن ما كان فيها من تقلبات جوية هو من غضبها المستمر لما وجدته تجاه من يعيشون عليها، معتقدين أن ذلك هو الربط الديني العلمي.

في الشرق الأوسط والاعتقاد الديني العلمي، كان في ضوابطه المعهودة والمشروعة لدى الكثير، فلذلك الشخص المتدين يرى أن الله سبحانه وتعالى هو المتحكم في ضوابط الحياة التي يعيشها ذلك المخلوق، فعلى سبيل المثال أنزل الله القرآن الكريم موضحا وشارحا لكثير من البشر حياتهم، حيث انتشرت علميا مقولة (الصدفة والارتباط الذهني لبعض المواقف)، والله يقول في كتابه الكريم (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وفي كتاب الله عز وجل جاء ما يوضح التساؤل الديني والعلمي، حيث إن هذا الارتباط سيبقى شاغلا للكثير على مد العصور القادمة.