توقع عدد من الاقتصاديين والمستثمرين أن تشهد المملكة انتعاشة كبيرة في القطاعات الخدمية والتجارية والصناعية، بعد قرار وزارة الداخلية تخفيف الإجراءات الاحترازية الصحية بداية من اليوم، وعدم الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المفتوحة، وإلغاء التباعد، والسماح باستخدام الطاقة الاستيعابية في التجمعات والأماكن العامة. وأكدوا أن القرار الجرئ يجسد متانة الوضع الصحي في السعودية، ويبرهن على أننا من أكثر دول العالم سيطرة على الوباء.

نموذج مبهر

أكد إبراهيم بترجي، رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة جدة، أن التعافي الصحي اللافت الذي شهدته المملكة في الأونة الأخيرة، ونزول أرقام المصابين بفيروس «كورونا المستجد» تحت الـ100، مع خلو عدد كبير من المدن والمناطق من الإصابات، نتائج طبيعية لعمل الحكومة الكبير، حيث قدمنا نموذجا مبهرا للعالم من حيث التحلي بالإجراءات الاحترازية الصارمة، وتعليق دخول غير المحصنين المملكة، بالتوازي مع التحصين الشامل لجميع فئات المجتمع، ليكون التخفيف التدريجي للإجراءات الصحية نتيجة منطقية ستعود بآثارها الايجابية على الوطن والمواطن. وتوقع «بترجي» أن تشهد الـ75 يوما الأخيرة من العام الميلادي الجاري انتعاشة حقيقية في جميع القطاعات، وعلى رأسها القطاعات الخدمية والتجارية والصناعية، التي تكون في الغالب أكثر تفاعلا مع مثل هذه القرارات، مشيرا إلى أن المملكة مقبلة على مرحلة تحول وازدهار الاقتصادي، بعد أن انخفضت أرقام الإصابة بصورة قياسية.

الخامسة عالميا

يرى الاقتصادي هاني الجفري أن المملكة اتخذت قرارها بتخفيف الإجراءات الاحترازية بعدما برهنت جميع المؤشرات العالمية والمحلية على أن المملكة نجحت تماما في السيطرة على الأزمة. وقال: تأتي المملكة في المركز الخامس عالميا بين الدول الأكثر تعافيا من «كورونا»، وفقا لموقع «بلومبرج» الأمريكي، حيث إن وتيرة التلقيح ضد الفيروس كانت العامل الحاسم، إذ يشهد العالم أكبر حملة تطعيم في التاريخ، احتلت السعودية فيها المركز الـ15 بـ25 % من الملقحين على تراب المملكة، وحصلت على 66.9 نقطة في سلم «بلومبرج». وتقدمت السعودية الدول العربية الأكثر تعافيا، وفقا للمقاييس العالمية، متقدمة على الإمارات، التي جاءت في المركز الـ18، وبفارق كبير عن مصر، التي جاءت في المركز الـ33، بينما احتلت العراق المركز الـ37.