لا نهتم بمن يقاتلنا ونعلم بعداوته لنا، فنحن قادرون على فرك أنفه بالتراب. إنما نهتم بمن يدس السم بالعسل، ومن يخفي شره خلف كلامه المنمق وابتسامته التي يكسوها اللؤم والخبث، من يوهمنا بصداقته لنا وأنه منا وفينا، بل يصل أحيانا لتقمص شخصياتنا ويجعلنا نشعر أنه نحن، وهو الشر كله علينا، ذلك من تخافه فهو قادر- بمرور الزمن- على تغيير شخصياتنا وهدم قيمنا وأصولنا وقتل (طموحاتنا وشغفنا وتطلعاتنا للمستقبل).

هذا ما تقوم به قنوات تتكلم العربية منذ سنوات تسعى لاستعمار عقولنا ومشاعرنا، وتسعى جاهدة لزرع الضعف والهوان فينا، وتعظم أعداءنا وتكبرهم وتسقي القوة فيهم. سعت لخلع عاداتنا وقيمنا وأظهرت أقبح وأغبى وأرذل ما فينا لتجعله نموذجاً ومثالاً لجيل قادم بعد تسليط الأضواء عليه، ومن يتبعهم سوف يأخذ الضوء نفسه وأكثر.

عدونا الحقيقي هو «القنوات العربية» التي في المجال السياسي تستضيف ألد أعدائنا وتجعل له كياناً وقوة وهيمنة إعلامية. سعت لتعظيم الشخصيات المعادية لنا من العراق إلى اليمن وهناك في لبنان وفلسطين، لقاءات وخطابات وتضخيم للواقع حتى كبروا أكثر من حقيقتهم.

قناة «الجزيرة» على عداوتها الواضحة لنا والمعلنة لم تستضف هذه الشخصيات بقدر هذه القناة.

بعضها قنوات تأسست من ثلاثين سنة هي الشر الأكبر ،بدأت بالمسلسلات المكسيكية والتركية والكورية مع إنتاجها المسلسلات التي سميت خليجية وهي بعيدة عن الواقع الخليجي، قصص تشمئز منها النفوس ، لم تعمل مسلسلات ذات بطولات وقصص حقيقية عاشها آباؤنا وأجدادنا في الحروب القديمة والحروب الجديدة تجاهلت هذه الحقبة وكأنها لم تكن.

برامج متدنية وربحية ومقراتها لبنان لا لشيء سوى دعم وخروج الأموال إلى هناك لمن؟ معروف إلى أين تذهب. لقاءات مع أشخاص تصنع لهم الشهرة لتنهال عليهم الإعلانات وبعدها يعلنون أنهم مستثمرون بالخارج ويتعرضون لعمليات نصب، سيناريو لإخراج هذه المبالغ. يتجاهلون المتميزين الحقيقيين أصحاب الإنجازات والأعمال الفريدة، والشهادات المتميزة، الأوائل على الجامعات الغربية أصحاب الاختراعات هؤلاء غير مهمين لديهم.

إذا كانت رؤية سيدي ولي العهد محمد بن سلمان قائمة على المواطن السعودي، فهذه القنوات لم تواكب الرؤية .

فالرؤية هدفها زرع الطموح والشغف والإبداع عند شباب وبنات الوطن، فعندما تهمشهم هذه القنوات وتستضيف أمثال (وذ نكهة) ومن هم على شاكلتها، فهو قتل طموحاتهم، وإخفاء القدوة لجيل واعد، من هنا نقول أنها لم تواكب الرؤية.