النصر للهلال لا يعني أنه تجاوز لقاء البارحة الأحادي بكل تفاصيله على اعتبار أنها المرة الأولى في تاريخ الفريقين التي يلتقيان فيها بهذه المحطة في صراع القارة الآسيوية، صحيح كنا نتمنى أن النزال في النهائي لكي نضمن فريقا سعوديا بطلا، غير أن نظام البطولة لا يجيز مثل تلك التقاطعات لفتح المجال لدلوف بطل من نصفي القارة غربها وشرقها، لكي تتكامل المعادلة. لقاء الأمس على الرغم من الضغوطات التي عاشها أنصار الفريقين قبل المباراة إلا أن الهدف تحقق بالوصول للنهائي الذي غابت عنه الفرق السعودية في الموسم الماضي وحضرت فيما قبله، في إشارة إلى أن الكرة السعودية تحمل رقماً مهماً في الخارطة الآسيوية على صعيد المنتخبات والأندية. فالهلال على سبيل المثال كان العنصر الأهم منذ موسم (2014)، لم يفارق دائرة المنافسة، أيضا النصر وصل لمحطة الثمانية والأربعة خلال المواسم الأخيرة، وقبل ذلك المنتخب السعودي بطل القارة ثلاث مرات والمتأهل عالمياً خمس دورات وعلى عتبة السادسة. هذا العلو على صعيد الأندية والمنتخبات يؤكد أن الكرة السعودية تغرد وحيدة بقطبيها الهلال والنصر، وفي يقيني أنهما يستحقان البطولة الآسيوية الحالية، والأكيد أنهما الأرضية الصلبة لامتلاكهما عناصر محلية وأجنبية متميزة. لقاء الأمس بكل ما حمل من إثارة وندية داخل الميدان، كان الأجمل الحراك الذي تجلى قبل المباراة في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وغيرها، كان أعنف من الذي شهدته الساحة الكروية، وربما أن أحادية هذا النزال فرضت مثل تلك الطقوس، صحيح أن الفريقين سبق وأن لعبا نهائيات محلية وخارجية على الصعيد العربي غير أن مقابلة الأمس مختلفة بكل مقاييسها، جملة القول إن الفريقين أثبتا أنهما الأميز، وتحديداً الهلال الذي يمتلك لاعبيه القدرة على تجاوز الضغط العالي مهما كانت حدته، في حين أن النصر يمتلك ترسانة من العناصر المحلية والأجنبية، وإذا استمر على المنوال الذي يسير عليه سيكتسب لاعبيه زخما كبيرا من التجربة، خاصة وأن ثلة من عناصره المحلية تقود المنتخبات الأولمبية والأول، وهذا ما سيعزز حضوره الفني، والأمل كبير بتجديد اللقب الآسيوي، بعد أن أصبح هناك فريق سعودي في النهائي الآسيوي، والمؤشرات تؤكد أن ممثلنا يفوق خصمه خبرة وعطاء، ولكن ليس في كل الأحوال أن يكون ذلك عامل حسم لأن الختام له لغة ربما لا يعرف دهاليزها إلا الهلال، الذي كانت له تجارب عديدة في العراك الآسيوي أكسبته شخصية مختلفة، وبالتالي حينما يحضر الهلال يكون له النصر عطفاً على مكتسباته. ‫