في خطوة هدفت لتعزيز الاقتصاد الإبداعي، واكتشاف المواهب، وإيجاد مصدر دخل مالي، أطلقت جمعية «المواساة» للخدمات الاجتماعية في مدينة «القارة»، التابعة لمحافظة الأحساء، مشروعا ابتكاريا يحمل اسم «بيئة مبدعة»، بفكرة تدمج بين الإسهام في تحسين البيئة من خلال تدوير قوارير البلاستيك لمواد قابلة للاستفادة منها، وإيجاد فرص لذوي الدخل المحدود كمصدر مالي بعوائد جيدة وبتكلفة بسيطة.

التنسيق مع إثراء

أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية، الدكتور أحمد اللويمي، لـ«الوطن» أن فكرة المشروع تركز على زيادة إيرادات ذوي الدخل المحدود من خلال المشاريع الإبداعية، في ظل تنامي الاستهلاك الكبير للبلاستيك (قوارير المياه)، وثقافتها الاستهلاكية الكبيرة في المجتمع المحلي، وتراكمها بكميات كبيرة في النفايات، إذ تشير الدراسات إلى أن تحلل القوارير في البيئة يحتاج إلى 450 سنة، لإزالة آثاره الضارة، لذلك يهدف المشروع إلى تنظيف البيئة من التلوث والتشوه البصري من خلال تحويل هذه القوارير إلى ديكورات منزلية وجمالية، وتوفير مواد أولية رخيصة، ومن خامات البيئة، علاوة على اكتشاف المواهب الفنية بين المستفيدين. ولفت إلى أن الجمعية تعتزم التنسيق مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في «أرامكو» السعودية (إثراء) بالظهران، لعرض وتسويق تلك الأعمال الإبداعية.

دخل إضافي

بدورها، أشارت المشرفة على القسم النسائي في الجمعية، سعاد العوض، إلى أن المشروع يهدف إلى تشجيع المستفيدين على إظهار إمكاناتهم الإبداعية في خلق دخل إضافي برأس مال بسيط، وخلق مواد منزلية ابتكارية، ويعتبر أبرز نشاط للمشروع، الذي يمثل المرحلة النهائية، إقامة معرض أمام الجمهور، ومن أهم عوائده الإستراتيجية معالجة شؤون المستفيدين، وتطوير رؤاهم في إيجاد مصادر دخل ذات تكلفة رخيصة، وتحفيز الداعمين والمساهمين على توجيه دعمهم إلى البرامج الإنتاجية والإبداعية في الجمعية، إذ قدرت قيمة اللوحة الواحدة بـ10 آلاف ريال.

جهد ووقت

أفادت مدربة المشروع حياة صقر، والمتدربتان ذكاء الحجي وهدى التريكي، بأن مشروع تحويل القوارير إلى أشكال جمالية عملية صعبة، تستنزف جهدا ووقتا كبيرين، إذ يتطلب تقطيع القوارير إلى أجزاء محددة، مما يشكل صعوبة وعبء على المتدرب، وكذلك تتطلب قوة جسمانية للضغط من أجل تثبيت أجزاء البلاستيك، وفي مرحلة لاحقة يتم تحويل القوارير إلى ألعاب أطفال، لتنمية الوعي البيئي عند الطفل.