فيما تشهد العاصمة الإيطالية روما بعد نحو أسبوع انعقاد قمة مجموعة العشرين 2021 يومي 30 و31 أكتوبر الجاري، تسيطر على أجندتها مخرجات قمة الرياض 2020 الاستثنائية وخارطة الطريق الناجحة التي وضعتها للتعامل مع التحديات المشتركة للبشرية، في ظروف استثنائية وصعبة، سببتها جائحة «كورونا» وهو ما يعكس نجاح السعودية في رئاسة اجتماعات هذه المجموعة، والدور المحوري الذي تقوم به على جميع المستويات، ويضاف إلى سجل إنجازاتها وثقلها إقليميًا ودوليًا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

الاجتماع الـ26

تعقد قمة مجموعة العشرين في روما عام 2021 الاجتماع السادس للمجموعة مستلهمة مخرجات القمة التي احتضنتها الرياض في نوفمبر من العام الماضي وجاء النجاح الذي حققته قمة G20، ليجسد دور السعودية المحوري على الساحة الدولية، وقدرتها على توجيه جهود العالم حيث حظيت القمة بتنظيم متقن، وإدارة متميزة، أسهمت في خروجها بقرارات بناءة وتوصيات مثمرة، في مجال تعزيز التعاون الدولي لمواجهة جائحة فيروس «كورونا»، والحد من تداعياتها السلبية على مختلف مناحي الحياة، إضافة إلى تحفيز الجهود للإيفاء باستحقاقات متطلبات التنمية المستدامة، التي ينشدها الجميع، ومواكبة التطورات المتلاحقة، خاصة الأوضاع الصحية والاقتصادية العالمية لأجل مصلحة الكوكب.

تقاطعات القمتين

ركزت قمة الرياض في توصياتها على التعاون الدولي، وأكدت السعودية، في اختتام القمة، على نجاح المجموعة في تقديم رسالة تبعث بالاطمئنان لجميع شعوب العالم، من خلال بيان القادة الختامي للقمة، الذي حوى 38 نقطة.

ورسمت الكلمة الختامية لخادم الحرمين الشريفين، خريطة طريق للتغلب على التحديات الخطيرة التي تواجه البشرية، عبر مفاهيم جديدة، ترتكز على ما أطلق عليه خادم الحرمين «تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل الآفاق الجديدة على إرساء الأسس لتحقيق الهدف العام، وهو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع».

وعلى النهج نفسه تركز قمة روما على تغير المناخ والتعافي الاقتصادي العالمي ومكافحة سوء التغذية في العالم وجائحة كوفيد- 19.

تسلم رئاسة المجموعة

وفي 1 ديسمبر الماضي أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، تسلم بلاده رئاسة مجموعة العشرين بشكل رسمي. وقال في تغريدة عبر تويتر، إن إيطاليا بدأت رسميا برئاسة مجموعة العشرين، بدءا من 1 ديسمبر. وأضاف: «نحن بحاجة لمواجهة التحديات العالمية التي تنتظرنا، والعمل معًا اعتبارًا من اليوم لبناء الغد، من أجل توريث كوكب أفضل إلى أطفالنا».

وأردف في رسالته التي بعثها من أمام مبنى الكولوسيوم التاريخي، وسط العاصمة روما، أن «رئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين ستتركز على 3 أعمدة هي الإنسان، والكوكب، والرفاه».

وأعرب عن أمله في التخلص من وباء كورونا، العام المقبل، موضحًا أن قمة مجموعة العشرين ستنعقد في العاصمة روما، يومي 30 و31 أكتوبر من 2021.

قمة خاصة

وضمن أجندة القمة، استضاف رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، قمة خاصة لمجموعة العشرين، الثلاثاء 12 أكتوبر، لمناقشة الوضع بأفغانستان مع زيادة المخاوف بشأن كارثة إنسانية بعد عودة طالبان، وركزت القمة التي عقدت عن بعد على المساعدات والمخاوف بشأن الأمن وضمان الخروج الآمن للآلاف من الأفغان الذين تحالفوا مع دول غربية وما زالوا في أفغانستان.

وقال مسؤول مطلع على خطط مجموعة العشرين: «هناك حاجة ماسة لتقديم مساعدات إنسانية للفئات الأكثر عرضة للخطر خاصة النساء والأطفال مع اقتراب فصل الشتاء».

ضريبة الشركات التقنية

من الموضوعات التي ستحضر بقوة على أجندة قمة روما الضريبة على الشركات الرقمية العملاقة حيث قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأسبوع الماضي إن اتفاقًا عالميًا تم التوصل له لضمان دفع الشركات الكبرى حدًا أدنى من الضرائب تبلغ نسبته 15 % ويجعل من الأصعب على تلك الشركات تجنب دفع الضرائب، مشيرة إلى أن 136 دولة وافقت عليه.

وبحسب «سي ان بي سي» أضافت المنظمة أن أربع دول هي كينيا ونيجيريا وباكستان وسريلانكا لم تنضم بعد للاتفاق.

ووصفت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الاتفاق بأنه نصر للأسر الأمريكية، وكذلك لمجتمع الأعمال الدولي.

وقالت يلين في بيان «حولنا مفاوضات مضنية إلى عقود من الرخاء المتزايد لكل من أمريكا والعالم. الاتفاق يمثل انجازًا يتحقق مرة في الجيل للدبلوماسية الاقتصادية».

أجندة مزدحمة

من المقرر أن تكون المساعدة في إتاحة الوصول بشكل أكبر للقاحات فيروس كورونا الجديد عند توفرها واتخاذ خطوات لتحفيز النمو الاقتصادي العالمي من بين الأولويات الرئيسية لرئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين في عام 2021، وفقًا لما ذكره مسؤول حكومي إيطالي.

وبدأت الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين- وهي أول مرة لإيطاليا- رسميًّا في ديسمبر 2020، وكانت هناك أيضًا العديد من المحادثات على المستوى الوزاري، بدءًا من اجتماع المائدة المستديرة لوزراء الثقافة والسياحة لمجموعة العشرين يومي 3 و4 مايو في روما.

ومن المقرر حتى الآن أن تعقد الأحداث حضوريا، بالرغم من أن مسؤولًا حكوميًّا تحدث إلى وكالة ((شينخوا)) أكد أن بعضها قد يعقد افتراضيًّا بسبب جائحة فيروس كورونا الجديد.

تداعيات كورونا

قال مسؤول بمكتب رئيس الوزراء الإيطالي إن تداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد ستحتل مركز الصدارة خلال قمة مجموعة العشرين في 2021 على غرار ما حدث في الرياض. لكن بدلًا من الخوض في استراتيجيات احتواء انتشار الفيروس كما حدث في نوفمبر، ستركز أجندة 2021 على كيفية الخروج من الجائحة، وفقًا للمسؤول.

وفي بيان مسجل صدر مطلع ديسمبر بمناسبة بدء رئاسة إيطاليا، قال رئيس الوزراء الإيطالي إن «الناس والكوكب والازدهار سيكونون الركائز الثلاث لرئاسة إيطاليا لمجموعة العشرين والتي ستوجهنا إلى قمة القادة الأخيرة في أكتوبر».

وقال: «سنعمل من أجل انتعاش اقتصادي أكثر مساواة وإنصافًا لمحاربة الظلم القديم والجديد». وبالرغم من أن التوزيع العالمي للقاحات فيروس كورونا الجديد والتحفيز الاقتصادي سيحتل مركز الصدارة، فإن هناك المزيد.

روما2021

القمة الـ26 التي تشهدها المجموعة

تعقد في إيطاليا لأول مرة

القمة المقبلة في العاصمة الهندية نيودلهي

الناس والكوكب والازدهار سيكونون الركائز الثلاث لرئاسة إيطاليا للمجموعة