بعيدا عن الإحصائيات والاستطلاعات الرسمية، يحرص كثيرون على تضخيم حوادث السير التي يكون أحد أطرافها من السيدات، حتى يكاد من يسمع بتلك الحوادث يتصور أنها تحدث في كل ساعة، وفي كل شارع أو زاوية، فيما في الحقيقة أن نسب الحوادث التي يكون أحد أطرافها من السيدات ما زالت في حدودها الطبيعية، بل ربما أقل بكثير من معدلها لدى السائقين، وغالباً ما تصاحبها -على الرغم من خطورتهاـ مواقف طريفة تبقى عالقة في أذهان السائقات اللواتي يستذكرن تلك المواقف مع شقيقاتهن وصديقاتهن، وفي التقرير نرصد بعض المواقف الطريفة التي نجمت عن تلك الحوادث.

حط رجله

ساهمت كثرة الأحاديث صحيحها وغير صحيحها عن حوادث السيدات في تصويرهن كأنهن بعبع الطرقات، حتى إن البعض بات يفر منهن حتى وإن كان بعيدا عنهن، تقول سارة عبدالكريم، وهي موظفة سابقة «الحمد لله، تعلمت قيادة السيارة في وقت قصير، وساعدني في ذلك ثقتي الكبيرة في نفسي وهدوئي، مما دفعني سريعا لشراء سيارة صغيرة خاصة بي، حيث بتّ أعتمد على نفسي في الذهاب إلى مقر عملي والعودة إلى المنزل، والذهاب إلى شراء بعض حاجيات المنزل في ظل ارتباط زوجي مع عمله».

وتضيف: «ذات مرة، وعند عودتي للمنزل ودخولي في حارتنا، وقبيل وصولي المنزل بقليل شاهدت شابا أسمر بدين الجسم يحمل كيسين، بدا أنهما يحتويان على مواد غذائية، وعندما اقتربت منه فيما كان يهم بقطع الشارع، وعندما تيقن أنني فتاة تقود سيارتها، ألقى كل ما في يديه عرض الشارع وهرب مسرعا كأنه يريد النجاة بروحه، أنا في ذهول تام تحول فجأة إلى الضحك المستمر الذي اضطرني للوقوف إلى جانب الطريق ريثما أتمالك نفسي من الضحك المتواصل الذي انتابني، وأنا غير مصدقة ومندهشة من الموقف الذي لن أنساه أبدا».

انفجار مرعب

تقول منى العبدالله «كنت عائدة إلى المنزل وفي الطريق السريع وسط انسجام تام ولا أعلم أين كنت شاردة بذهني، لكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث سمعت صوت انفجار مدو فجأة لم أعلم من أين مصدره، فصرخت بقوة وقمت بتغطية عيناي بيداي وواصلت الصراخ حتى توقفت السيارة من نفسها وسط ذهول ورعب وخوف شديد وقدماي ترتجفان، لأكتشف أن السيارة ولحسن الحظ ولطف رب العالمين قد اتجهت لليمين وخرجت من الطريق قليلا على التراب المجاور، وهنا سمعت صوت عدد من الشباب وهم يقولون سلامات سلامات، وقام أحدهم بفتح الباب قليلا، وعندما شاهدني وأنا في وضع مزر وأرتجف من الخوف قال لي بهدوء الحمد لله على السلامة لا تقلقي، وبقيت مكاني حتى هدأت قليلا لأعلم بعدها بأن الإطار الخلفي قد انفجر، ولحسن حظي لم يكن الأمامي حسب ما قالوا لي، ولله الحمد لم تنحرف سيارتي للجهة اليسرى وإلا كانت ارتطمت بالحاجز الخرساني الأوسط للطريق، وربما كان قد حدث ما لا تحمد عقباه، بعدها اتصلت بأحد إخواني وقبل وصوله كان عدد من الشباب، جزاهم الله خيرا، قد قاموا بالواجب وعالجوا الأمر بسرعة بالغة».

القهوة والمكسرات

تقول أم صالح «خرجت وقت الظهيرة لأشتري بعض اللوازم والحاجيات للمنزل، وعند عودتي ويبدو قد شردت قليلا مع الجوال لأجد نفسي فجأة وقد استقريت أنا وسيارتي وسط الجزيرة بمنتصف الشارع بحانب النافورة بالدوار المزروع دون أن أعلم كيف حدث ذلك، وعندما نزلت من السيارة سمعت تعليقا من أحدهم يقول باقي الشاهي والقهوة والمكسرات نزليها معك، وسط ضحكات الآخرين لأعود سريعا للسيارة وأعيدها للوراء، وأكمل طريقي والحمد لله لم تصب سيارتي بأذى، وما زال ذلك الموقف عالقا في ذهني ومعه كلمات من طالبني بإنزال القهوة والمكسرات».

يا من شرا له من حلاله علة

أما صالحة محمد فتقول «أشتريت سيارة خاصة بي بعد أن تعلمت القيادة، وساعدني في شرائها شقيقي الأكبر، وكانت الأمور ولله الحمد تبشر بالخير وتجري على ما نحب حتى جاء ذلك اليوم الذي عدت فيه للمنزل، وعندما هممت بإيقاف سيارتي خلف سيارة شقيقي لكن قدمي انزلقت على دواسة البنزين بدل المكابح، وفجأة صدمت سيارة شقيقي من الخلف لتتضرر السيارتان، ولم يشاهدني أحد وفي ظل الخوف الذي انتابني قمت وأوقفت سيارتي في مكان آخر، وعلى الفور تسللت لغرفتي وأغلقت على نفسي ولم أفكر حتى في تناول وجبة الغداء مع الأهل ومحاولة النوم حتى سمعت صراخ أخي وهو يقول «مسوية نفسك ما سويتي شي»، وطالبني بفتح الباب وهو يردد «الشرهه على اللي ساعدتك في شراء السيارة يا من شرا له من حلاله علة».. وبعد فترة مر الموضوع على خير ولكن لم يذهب ذلك الموقف من الاستذكار والضحك في كل مناسبة».

هروب الحلاق

تروي عائشة موقفا طريفا، وتقول «لن أنسى ما حييت عندما هممت بالوقوف في أحد المواقف، وكان في المقابل حلاق وداخل المحل اثنان أو ثلاثة من الشباب، وقبل أن أتوقف شاهدتهم جميعا ومن قبلهم الحلاق يهربون للخارج، دون أن أعلم ماذا حل بهم، أو ماذا حدث حتى توقفت ونزلت من السيارة لأجدهم جميعا ما بين لحظات رعب وضحك، وأسمع أحدهم يقول الحمد لله لم تهاجمنا داخل المحل، بعدها علمت بأنه انتابهم الخوف خشية أن تدهمهم سيارتي داخل محل الحلاقة، كما حدث في حوادث مماثلة، فلم أتمالك بعدها نفسي من الضحك».